
بسم الله الرحمن الرحيم
و صلى الله و سلم و بارك على سيدنا محمد النبي الأمي
و على آله و صحبه و من عمل بسنته و تبع هداه و سلم تسليما
أما بعد:
يشرفني أن أقدم بين يدي إخواني الكرام في هذا المنتدى الجليل لما رأيته من شدة إقبالهم على رفيع العبارات و دقيق الإشارات، و تهافتهم على المادة الربانية التي تسمو بالعبد ظاهرا و باطنا و تؤهله قلبا و قالبا في زمن أطلق فيه العنان للقول العريض فالتبست على أبنائنا فيه المقالة و العبارة، في زمن كيد فيه التصوف – هذا العلم الرفيع – من أعدائه و من أدعيائه، و بقي طالب الحقيقة بين نارين بعضها أحرق من بعض، نار التشكيك من إخواننا الظاهريين و نار البحث عن الوصول إلى برد الرضا و اليقين و التسليم..
في وقت كثرت فيه المعلومة المدخولة.. في وقت كثر فيها الدعاة على أبواب جهنم، كما قال المعصوم سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم.. في وقت استحق أهله عدم ظهور أهل الله فيهم.. فمن وجد شيئا من هذا العلم الرباني يقوّم به سلوكه و يسند به ظاهره و باطنه فذلك فضل الله قد أسبله عليه، و من وجد من أثر القوم مرتعا أو ممسكا فلينشدّ بالكلية إليه، و من وجد في حال أو مقال ما يقربه إلى حقيقة الإيمان أو يبغضه في البعد و العصيان فليعضّ بالنواجد عليه، و من لم يجد شيئا من هذا و ذاك فعزاؤنا نقدمه إليه..
صدق سيدي عبد الرحمن في قوله عن سيدي مولود أن في التصوف كتابان لا ثالث لهما، كتاب الإبريز لسيدي عبد العزيز و إيقاض الهمم في شرح الحكم، و الحقيقة ما قال، كتاب الإبريز هو الكتب الوحيد الذي كشفت فيه ظواهر الأحوال و بواطنها و ذلك ما جعل أهل الظاهر لدسامة مادتها و جهلهم بها، جعلتهم يصنفونه في سلسلتهم المشهورة " كتب ليست من الإسلام " عفى الله عنا و عنهم، و كذلك كتاب إيقاض الهمم في شرح الحكم العطائية، هذا الكتاب الرفيع الذي استطاع فيه سيدي أحمد بنعجيبة أن يتناول فيه مادة التصوف بالتصوف، و هو كتاب لا يستغني عنه من ذاق طعم قول أولي الألباب و ألف إشارات المعرفة للقرب من رب الأرباب و معتق الرقاب العزيز الوهاب..
و كما هو معلوم عند كل من اطلع على هذا الكتاب القيم، فإنه بدون تبويب و بدون فهرس، و هذا يجد القارئ منه صعوبة في طرق أبوابه أو الرجوع إليها عند الاقتضاء.. و قد أكرمني الله بوقت بوبت فيه هذا الكتاب القيم و عالجت فيه ما يمكن معالجته سواء من النقل أو النشر، سميته: تبويب إيقاض الهمم في شرح الحكم..
أسأل الله العزيز الحكيم أن أوفق في وضعه بين أيدي أحبتي و إخوتي بابا بابا إذا لم تروا مانعا في ذلك، عسى الله أن يرحمنا جميعا بذكر أقوال العلماء العاملين عن أحوال الحكماء و الراسخين في سنة سيد المرسلين رسول رب العالمين..
و صلى الله على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم..
تمهيــــــــــد
طريق أهل الله أسمى من أن يؤثر فيها مدح المادحين فكيف يؤثر عليها كيد الكائدين، و محجة رسول الله محفوظة بما حفظ به الذكر الحكيم، لأنها الصراط المستقيم، فسبحان من أكرم بها بفضله و كرمه من استحق، و أبعد عنها بعدله من تمرد و أنكر و من السنة مرق (ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللَّهُ...
Lire la suiteمقدمة سيدي أحمد بنعجيبة
بسم الله الرحمن الرحيم يقول العبد الفقير إلى مولاه الغني به عما سواه أحمد بن محمد ابن عجيبة الحسني لطف الله به و حباه إن أولى ما عقد عليه الجنان، و نطقت به ألسنة الفصاحة و البيان، و خطت به أقلام البنان، حمد الفتاح العليم المنان (الحمد لله ) الذي ملأ قلوب أوليائه بمحبته، و اختص...
Lire la suiteمتــن الحكـم العطائيـة
بسم الله الرحمـن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، و صلى الله على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم
تنبيه: الحكم بالترتيب التي وردت به إنما تم ترقيمها ليسهل الرجوع إليها..
قال الشيخ المحقق: الإمام أبو الفضل تاج الدين أحمد بن محمد بن عبد الكريم بن عطاء الله السكندري
1 من علامة الاعتماد على العمل، نقصان الرجاء عند نزول الزلل.
3 سوابق الهمم لا تخرق أسوار الأقدار.
4 أرح نفسك من التدبير، فما قام به غيرك لا تقم به لنفسك.
5 اجتهادك فيما ضمن لك و تقصيرك فيما طلب منك، دليل على انطماس البصيرة منك.
9 تنوعت أجناس الأعمال لتنوع واردات الأحوال، و الأعمال صور قائمة، و أرواحها وجود الإخلاص فيها.
10 ادفن وجودك في أرض الخمول، فما نبت مما لم يدفن لا يتم نتاجه.
11 ما نفع القلب مثل عزلة يدخل بها ميدان فكرة.
15 ما ترك من الجهل شيء، من أراد أن يحدث في الوقت غير ما أظهره الله فيه.
16 إحالتك الأعمال على وجود الفراغ من رعونات النفس.
17 لا تطلب منه أن يخرجك من حالة ليستعملك فيما سواها، فلو أراد لاستعملك بغير إخراج.
20 ما من نفس تبديه إلا و له قدر فيك يمضيه.
21 لا تترقب فروغ الأغيار، فإن ذلك يقطعك عن وجود المراقبة له فيما هو مقيمك فيه.
22 لا تستغرب وقوع الأكدار ما دمت في هذه الدار، فإنها ما أبرزت إلا ما هو مستحق وصفها و واجب نعتها.
23 ما توقف مطلب أنت طالبه بربك، و لا تيسر مطلب أنت طالبه بنفسك.
24 من علامات النجاح في النهايات، الرجوع إليه في البدايات.
25 من أشرقت بدايته أشرقت نهايته.
26 ما استودع في غيب السرائر، ظهر على شهادة الظواهر.
28 لينفق ذو سعة من سعته،( الواصلون إليه)، و من قدر عليه رزقه، (السائرون إليه).
30 تشوفك إلى ما بطن فيك من العيوب خير من تشوفك إلى ما حجب عنك من الغيوب.
32 اخرج من أوصاف بشريتك عن كل وصف مناقض لعبوديتك، لتكون لنداء الحق مجيبا، و من حضرته قريبا.
33 أصل كل معصية و غفلة الرضا عن النفس، و أصل كل طاعة و يقظة و عفة عدم الرضى منك عنها.
36 كان الله و لا شيء معه، و هو الآن على ما عليه كان.
42 ما قل عمل برز من قلب زاهد، و لا كثر عمل برز من قلب راغب.
43 حسن الأعمال نتائج الأحوال، و حسن الأحوال من التحق في مقامات الإنزال.
45 من علامات موت القلب، عدم الحزن على ما فاتك من الموبقات، و ترك الندم على ما فعلته من الزلات.
46 لا يعظم الذنب عندك عظمة تصدك عن حسن الظن بالله، فإن من عرف ربه استصغر في جنب كرمه ذنبه.
47 لا صغيرة إذا قابلك عدله، و لا كبيرة إذا قابلك فضله.
48 لا عمل أرجى للقلوب من عمل يغيب عنك شهوده و يحتقر عندك وجوده.
50 أورد عليك الوارد ليخرجك من سجن وجودك إلى فضاء شهودك.
52 النور له الكشف، و البصيرة لها الحكم، و القلب له الإقبال و الإدبار.
55 ما بسقت أغصان ذل إلا على بذر طمع.
57 أنت حر مما أنت عنه آيس، و عبد لما انت له طامع.
58 من لم يقبل على الله بملاطفات الإحسان قيد إليه بسلاسل الامتحان.
59 من لم يشكر النعم فقد تعرض لزوالها و من شكرها فقد قيدها بعقالها.
60 خف من وجود إحسانه إليك و دوام إساءتك معه أن يكون ذلك استدراجا لك، سنستدرجهم من حيث لا يعلمون.
64 قلما تكون الواردات الإلهية إلا بغتة لئلا يديها العباد بوجود الاستعداد.
65 من رأيته مجيبا عن كل ما سئل، و معبرا عن كل ما شهد، و ذاكرا كل ما علم، فاستدل بذلك على وجود جهله.
67 من وجد ثمرة عملها عاجلا فهو دليل على وجود القبول آجلا.
68 إذا أردت أن تعرف قدرك عنده فانظر في ماذا يقيمك.
70 الحزن على فقدان الطاعة مع عدم النهوض إليها من علامات الاغترار.
72 الرجاء ما قارنه عمل، و إلا فهو أمنية.
73 مطلب العارفين من الله تعالى الصدق في العبودية، و القيام بحقوق الربوبية.
74 بسطك كي لا يقيمك في القبض، و قبضك كي لا يقيمك في البسط، و أخرجك عنهما كي لا تكون لشيء دونه.
75 العارفون إذا بسطوا أخوف منهم إذا قبضوا، و لا يقف على حدود الأدب في البسط إلا قليل.
76 البسط تأخد النفس منه حظها و القبض لا حظ للنفس فيه.
77 ربما أعطاك فمنعك، و ربما منعك فأعطاك، و متى فتح لك باب الفهم في المنع صار المنع عين العطاء.
78 الأكوان ظاهرها غرة، و باطنها عبرة، فالنفس تنظر إلى ظاهر غرتها، و القلب ينظر إلى باطن عبرتها.
79 إن أردت أن يكون لك عزا لا يفنى، فلا تستعزن بعز يفنى.
80 الطي الحقيقي أن تطوى مسافة الدنيا عنك حتى ترى الآخرة أقرب إليك منك.
81 العطاء من الخلق حرمان و المنع من الله إحسان.
89 لا يخاف عليك أن تلبس الطريق عليك، و إنما يخاف عليك من غلبة الهوى عليك.
90 سبحان من ستر سر الخصوصية بظهور البشرية، و ظهر بعظمة الربوبية في إظهار العبودية.
91 لا تطالب ربك بتأخر مطلبك، و لكن طالب نفسك بتأخر أدبك.
92 متى جعلك في الظاهر ممتثلا لأمره، و رزقك في الباطن الاستسلام لقهره، فقد أعظم المنة عليك.
94 ورود الإمداد بحسب الاستعداد، و شروق الأنوار على حسب صفاء الأسرار.
95 الغافل إذا أصبح ينظر ماذا يفعل، و العاقل إذا أصبح ينظر ماذا يفعل الله به.
97 أمرك في هذه الدار بالنظر إلى مكوناته، و سيكشف لك في تلك الدار عن كمال ذاته.
100 متى طلبت عوضا عن عمل طولبت بوجود الصدق فيه، و يكفي المريب وجود السلامة.
101 لا تطلب عوضا عن عمل لست له فاعلا، يكفي من الجزاء لك على العمل إن كان له قابلا.
103 منعك ألا تدعي ما ليس لك من المخلوقين، أفيبيح لك أن تدعي وصفه و هو رب العالمين.
104 كيف تخرق لك العوائد و أنت لم تخرق من نفسك العوائد.
105 ما الشأن وجود الطلب، و إنما الشأن أن ترزق حسن الأدب.
106 ما طلب لك شيء مثل الاضطرار، و لا أسرع بالمواهب لديك مثل الذلة و الافتقار.
108 لولا جميل ستره لم يكن عمل أهلا للقبول، أنت إلى حلمه إذا أطعته أحوج منك إلى حلمه إذا عصيته.
110 من أكرمك إنما أكرم فيك وجود ستره، فالحمد لمن سترك ليس الحمد لمن أكرمك و شكرك.
111 ما صحبك إلا من صحبك و هو بعيبك عليم، و ليس ذلك إلا مولاك الكريم.
112 خير من تصحب من يطلبك لا لشيء يعود منك إليه.
114 ما حجبك عن الله وجود موجود معه، إذ لا شيء معه، و لكن حجبك عنه توهم موجود معه.
115 لولا ظهوره في المكونات ما وقع عليها وجود الصفات، و لو ظهرت صفاته اضمحلت مكوناته.
116 أظهر كل شيء لأنه الباطن، و طوى وجود كل شيء لأنه الظاهر.
118 الأكوان ثابتة بإثباته و ممحوة بأحدية ذاته.
119 الناس يمدحونك بما يظنونه فيك، فكن أنت ذاما لنفسك لما تعلمه منها.
121 إذا أطلق عليك الثناء و لست بأهل، فأثن عليه بما هو له أهل.
124 إذا وقع منك ذنب فلا يكن موجبا ليأسك من حصول الاستقامة مع ربك، فقد يكون ذلك آخر ذنب قدر عليك.
126 ربما أفادك في ليل القبض ما لم تستفده في إشراق نهار البسط، لا تدرون أيهم أقرب لكم نفعا.
127 مطالع الأنوار القلوب، و الأسرار نور مستودع في القلوب، مدده من النور الوارد من خزائن الغيوب.
128 نور يكشف لك به عن آثاره، و نور يكشف لك به عن أوصافه.
129 ربما وقفت القلوب مع الأنوار كما حجبت النفوس بكثائف الأغيار.
132 ربما أطلعك على غيب ملكوته و حجب عنك الاستشراف على أسرار العباد.
134 حظ النفس من المعصية ظاهر جلي، و حظها من الطاعة باطن خفي، و معالجة ما خفي صعب علاجه ،
135 ربما دخل الرياء عليك من حيث لا ينظر الناس إليك ،
136 استشرافك أن يعلم الناس بخصوصيتك دليل على عدم صدقك في عبوديتك ،
137 غيب نظر الخلق إليك بنظر الحق إليك، و غب عن إقبالهم عليك بشهود إقباله إليك.
138 من عرف الحق شهده في كل شيء، و من فنى به غاب عن كل شيء، و من أحبه لم يؤثر عليه شيء.
139 إنما حجب الحق عنك لشدة قربه منك، و إنما احتجب لشدة ظهوره، و خفي عن الأبصار لشدة نوره.
140 لا يكن طلبك سببا للعطاء منه، فيقل فهمك عنه، و ليكن طلبك لإظهار العبودية و قياما بحقوق الربوبية ،
141 كيف يكون طلبك اللاحق سببا لعطائه السابق، جل حكم الأزل أن ينظاف إلى العلل .
142 عنايته فيك لا لشيء يريده منك، و أين كنت حين واجهتك عنايته و قابلتك رعايته .
143 لم يكن في أزله إخلاص أعمال و لا وجود أحوال، بل لم يكن هناك إلا محض الأفضال و عظيم النوال.
146 ورود الفاقات أعياد المريدين .
147 العيد الوقت الذي يعود على الناس بالمسرة و السرور .
148 ربما وجدت في المزيد من الفاقات ما لم تجده في الصوم و الصلاة .
149 الفاقات بسط المواهب ، فإن أردت ورود المواهب عليك صحح الفقر و الفاقة لديك. إنما الصدقات للفقراء .
151 ربما رزق الكرامة من لم تكمل له الاستقامة،
152 من علامات إقامة الحق لك في الشيء إدامته إياك فيه مع حصول النتائج.
153 من عبر من بساط إحسانه أصمتته الإساءة، و من عبر من بساط إحسان الله لم يصمت إذا أساء.
154 تسبق أنوار الحكماء أقوالهم، فحيث صار التنوير وصل التعبير.
155 كل كلام يبرز و عليه كسوة القلب الذي برز منه .
156 من أذن له في التعبير فهمت في مسامع الخلق عبارته و جليت إليهم إشارته.
157 ربما برزت الحقائق مكشوفة الأنوار إذا لم يؤذن لها في الإظهار.
159 العبارة قوت لعائلة المستمعين و ليس لك إلا ما أنت له آكل.
161 لا ينبغي للسالك أن يعبر عن وارداته، فإن ذلك يقل عملها في قلبه و يمنعه وجود الصدق مع ربه.
163 ربما استحيى العارف أن يرفع حاجته إلى مولاه اكتفاء بمشيئته فكيف لا يستحيي أن يرفعها إلى خليقته.
164 إذا التبس عليك أمران فانظر أيهما أثقل على النفس فاتبعه، فإنه لا يثقل عليها إلا ما كان حقا.
165 من علامة اتباع الهوى المسارعة إلى نوافل الخيرات و التكاسل على القيام بالواجبات.
167 علم قلة نهوض العباد إلى معاملته فأوجب عليهم وجوب طاعته، فساقهم إليها بسلاسل الإيجاب.
168 عجب ربك من قوم يساقون إلى الجنة بالسلاسل.
169 أوجب عليك وجود خدمته، و ما أوجب عليك إلا دخول جنته .
171 ربما وردت الظلمة عليك ليعرفك قدر ما به عليك.
172 من لم يعرف قدر النعم بوجدانها عرفها بفقدانها.
173 لا تدهشك واردات النعم عن القيام بحقوق شكرك فإن ذلك مما يحط من وجود قدرك.
174 تمكن الهوى من القلب هو الداء العضال.
175 لا يخرج الشهوة من القلب إلا خوف مزعج أو شوق مقلق.
176 كما لا يحب العمل المشترك لا يحب القلب المشترك، و القلب المشترك لا يقبل عليه
177 أنوار أذن لها في الوصول و أنوار أذن لها في الدخول.
178 ربما وردت عليك الأنوار فوجدت القلب محشوا بصور الآثار فارتحلت من حيث نزلت.
179 فرغ القلب من الأغيار تملأه بالمعارف و الأسرار.
180 لا تستبطئ من النوال و لكن استبطئ من نفسك وجود الإقبال.
182 ما فاتك من عمرك لا عوض له، و ما حصل لك منه لا قيمة له.
183 ما أحببت شيئا إلا كنت له عبدا و هو لا يحب أن تكون عبدا لغيره.
184 لا تنفعه طاعتك، و لا تضره معصيتك، فإنما أمرك بهذه و نهاك عن هذه لما يعود عليك.
185 لا يزيد في عزه إقبال من أقبل، و لا ينقص من عزه إدبار من أدبر.
186 وصولك إلى الله، وصولك إلى العلم به، و إلا فجل ربنا أن يتصل به بشيء أو يتصل هو بشيء.
187 قربك منه، أن تكون مشاهدا لقربه، و إلا فمن أين و وجود قربه.
189 متى وردت الواردات إليك، هدمت العوائد عليك، إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها.
191 كيف يحتجب الحق بشيء، و الذي يحتجب به هو فيه ظاهر و موجود حاضر.
192 لا تيأس من قبول عمل لم تجد فيه وجود الحضور، فربما قبل من العمل ما لم تدرك ثمرته.
193 لا تزكين واردا لا تعلم ثمرته، فليس المراد من السحابة الأمطار، و إنما المراد منها وجود الأثمار.
195 تطلعك إلى غيره دليل على عدم وجدانك له و استيحاشك لما سواه دليل إلى عدم وصلتك به.
197 ما تجده القلوب من الهموم و الأحزان فلأجل ما منعت به من وجود العيان.
198 من تمام النعمة عليك أن يرزقك ما يكفيك و يمنعك ما يطغيك.
199 ليقل ما تفرح به يقل ما تحزن عليه، و إن أردت ألا تعزل فلا تتول ولاية لا تدوم لك.
201 علم أنك لا تقبل النصح المجرد فذوقك من ذواقها ما يسهل عليك وجود فراقها.
202 العلم النافع هو الذي ينبسط في الصدر شعاعه و ينكشف عن القلب قناعه.
203 خير علم ما كانت الخشية معه، فالعلم إن قارنته الخشية فلك و إلا فعليك.
207 التواضع الحقيقي هو الناشئ عن شهود عظمته ، و تجلي صفته.
210 لولا ميادين النفوس ما تحقق سير السائرين.
211 لا مسافة بينك و بينه حتى تطويها رحلتك، و لا قطيعة بينك و بينه حتى تمحوها وصلتك.
213 الكائن في الكون، و لم يفتح له ميادين الغيوب مسجون بمحيطاته، و محصور في هيكل ذاته.
214 أنت مع الأكوان ما لم تشهد المكون، فإذا شهدته كانت الأكوان معك.
219 وجد أن ثمرات الطاعات عاجلا بشائر العاملين بوجود الجزاء عليه آجلا.
220 كيف تطلب العوض عن عمل هو متصدق به عليك، أم كيف تطلب الجزاء عن صدق هو مهديه إليك.
226 الخذلان كل الخذلان، أن تتفرغ من الشواغل ثم لا تتوجه إليه، و تقل عوائقك ثم لا ترحل إليه.
227 الفكرة سير القلوب في ميادين الأغيار، و الفكرة سراج القلب، فإذا ذهبت فلا إضاءة له.