الحجامة على الكاهل والأخدعين:

الحديث الأول: روي عن الرسول الكريم انه كان صلى الله عليه وسلم "يحتجم في الأخدعين والكاهل" (أخرجه الترمذي وأبو داود من حديث أنس)

الحديث الثاني: وعن أنس كذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم "كان يحتجم ثلاثا، واحدة على كاهله واثنين في الأخدعين" (أخرج الحديث الأمام أحمد وأصحاب السنن) وكلا الحديثين صحيح..

الحديث الثالث: وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "احتجم في رأسه وهو محرم، من وجع كان به... " وفي رواية أخرى: "احتجم صلى الله عليه وسلم وهو محرم في رأسه، من شقيقة كانت به"رواه البخاري..

فالتحليل الذي نود أن ننهجه على ضوء الأحاديث الثلاثة هو تحليل طبي، لأن الأحاديث اعتنت بتطبيب معين على أمراض او أعراض معينة على أعضاء معينة.. إذن عندنا عنصرين يجب التعامل معهما: عنصر التطبيب (وهو الحجامة) وعنصر العلة (وهو الجزء المعتل من الجسد ونوع الحجامة التي تكون عليه)..

ففي الحديث الأول: تقييد في مكان الحجامة (كان صلى الله عليه وسلم يحتجم في الأخدعين والكاهل) ويعمم كناية عن العلة، فلم يذكر العلة ولكن ذكر مكان الحجامة، فهذا يدل على أن الحجامة طب محترم خصوصا في المواضع المذكورة: الأخدعين والكاهل..

والحديث الثاني: يخصص في الحجامة (كان صلى الله عليه وسلم يحتجم ثلاثا، واحدة على كاهله واثنين في الأخدعين) ويعمم كذلك في العلة، فالحديث يدل أن العلة معلومة والطريقة المطلوبة هي واحدة على الكاهل واثنين على الأخدعين، ولا يمكن أن يكون العكس، ويستفاد كذلك أن الحجامة في هذا المثلث أنفع من غيرها إذا كانت في نفس الموضع..

والحديث الثالث: خصص في العلة وخصص في نوع الحجامة: "احتجم صلى الله عليه وسلم وهو محرم في رأسه، من شقيقة كانت به" وفي رواية أبي هريرة رضي الله عنه: "أنَّ أبا هند حجم النبي صلى الله عليه وسلم في اليافوخ" واليافوخ موضع في الرأس سيأتي بيانه..

فالذي يجب أن يفهم من الأحاديث الشريفة في موضوع الحجامة النبوية هو احترام التقييد والتخصيص في مواضع العلة وفي انواع الحجامة، ومن فهمها فهما طبيا يمكن أن يجري القياس على غيرها من المواقع إذا كان خبيرا بوظائف الأعضاء، وإلا فاتباع السنة النبوية هنا لا يكون قائما إلا إذا كانت العلة المذكورة في الموضع المذكور وعولجت بالحجامة المعينة، أما غيرها من الأماكن والعلل فيكون السير إليها بالقياس الطبي، والحجامة عليها تكون عملا من شرائع الطب النبوي الإسلامي، لأن النبي الكريم دل على الحجامة في التطبيب كما دل على غيرها من الأمور كالنظام الغذائي والدلالة على بعض الأعشاب والمواد الغذائية المعينة وكذلك دل صلى الله عليه وسلم على بعض الشرائع التعبدية التي تنفع الطب كالصيام والصدقة والصلاة والدعاء (الرقية)... وأمور أخرى تخصصية تُستشف من سيرته العطرة صلى الله عليه وسلم، ومن كتاب الله تعالى في ذكر الأنبياء والمرسلين... .

وهذا ما سنعمل على كشف الستور عنه من خلال هذا الطرح البسيط لعل الرؤية توضح للعلماء وأهل الاختصاص..

1 Commentaire(s)

  • Anonyme
    Répondre 

    Anonyme

    Dimanche 14 juillet 2019 à 21h57

    صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم

Poster un commentaire