المعالج (guérisseur):

نحن لا نقول "المشافي" لاعتقادنا الديني أن الشفاء لا يكون إلا بيد الله سبحانه بدليل قوله تعالى: وَإِذَا مَرِضۡتُ فَهُوَ يَشۡفِينِ.. ولكن هناك من كان قديما له تخصص ورثة من آبائه وأجداده (أو أحد شيوخه) في علاج مرض مادي ما أو صرع... فإن هذا بالفعل لا يعني ما يعنيه الطب الغربي في التعريف ب" guérisseur ".. لأن الذي يصطلحون عليه بهذا الاسم لا يستعمل المواد الطبية بشكل مألوف عند الطب، وإنما ينفخ في يدية أو يغمض عينيه أو يجمع طاقته (كما يقولون) ومن ثم يفعل ما يفعل، كل حسب طريقته، إلا أنها بدأت في العشريات الأخيرة تأخذ طرقا تنقل ومناهج تُعلم... وهذا جزء من الطب الصيني أو الهندي أو الشاماني الأفريقي أو الأسيوي...

هذه الطريقة في العلاج، وإن لم يتطرق لها علماؤنا (لقلة علمهم بها أو لشغلهم عنها، إلا انها دخلت العالم الإسلامي) وأن فيها أضرارا بليغة تلم بالمُعرض لها (وإن كان التخفيف يظهر فيها أحيانا إلا انها تؤذي السريرية للمريض وقلبه ومعتقده)، ودليل ذلك أن الفاعل فيها يستجمع طاقاته (وطاقاته هي قرائنه بكل بساطة) وبما أنهم غير مؤمنين، وقرناؤهم كذلك، فكيف يمكن لهم معالجة المؤمن بغير المواد الطبية الطبيعية؟؟

أما ما يقابلها عندنا فهو الراقي أو الرقية، وهي ثابتة بلا شك ولا خلاف، إلا أن بعض الإخوة أدخلوا في الأمر ما ليس منه محافظة منهم على السنة وهذا غلط كبير، فقول الرسول الكريم: إعرضوا علي رقاكم.. فلأجل هذا الضرر الذي ذكرناه، وهو الذي يفعل الآن ولم ينتبه له أحد، أما وأن يلزم العبد بما قيل في الأحاديث الشريفة، فذلك بالغ الأهمية نعم، ولكن من حصره في الألفاظ المذكورة فقد ضيق واسها وحاصر شاسعا، والأثر يبين في الرواية عكسه تماما، ذلك للصحابة الذين رقوا أحدا في طريقهم بالفاتحة من سم لذغه، ولما رجعوا إلى الرسول صلى الله عليه وسلم قال للفاعل: وما أدراك أنها رقية؟؟.. وأقره على كل ما فعل...

فعِلة المنع في الرقية هي للتوجه بالكلام الطيب، الذي يخرج من القلب الطيب، ويقصد به نفع الناس، فإن سقطت أحد هذه المتلازمات الثلاث فإن نفع الرقية ينتفي، وربما يخلفه ضرر الإخلال... أما نفع الرقية فتنفع حتى في الأمراض الظاهرة، ولا دليل أكثر من مقاومتها للسم كما ورد في الحديث الشريف، وقد رأينا وسمعنا من الثقات عن علاجات كان يفعلها القداما من أجدادنا ومنها من ورّث للأبناء خصوصا في كثير من الأمراض المستعصية كالتهاب الكبد الفيروسي بجميع أنواعه والذي يعجز الطب الحالي على معالجة الصنف الثالث منه، وعند المعالجين يكوى حسب الشخص (وعند البعض رأيتهم يكوون من غير أن يتأذى المريض بحرقة النار) ولا يتعدى في "فيروس س" ثلاث مرات، وهذا بشهادة الأطباء... وكذلك أمرض أخرى معتعصية، او ربما يحيلها الطب العرضي على الأمراض النفسية ك"الفزع" أو "القرينة" التي تصيب الأطفال، أو "حمى التيفوييد" والتي كانت تسمى زمانا حمى الثلث، وقد رأينا من يقطعها في حصة واحدة (وهذا معروف في كل الدول الإسلامية)..

0 Commentaire(s)

Poster un commentaire