الشفاء كما ورد في القرآن:

الشفاء من الأمراض.. وكذلك سبقت الإشارة إليه سابقا، وهو أمر مرجعه إلى الله وحده بدليل الآية الكريمة: وَإِذَا مَرِضۡتُ فَهُوَ يَشۡفِينِ.. وملخصه أن المرض يكون سببه الإنسان نفسه، أما الشفاء منه فمرده إلى الله وحده..

ومن لطيف كرمه سبحانه، أن دل بالآيات البينات بما لا يترك لبسا في الشفاء من أي مرض كان سببه الإنسان (هذا إن طبقت الآيات الواردة بمقتضاها وبالمنهج الرباني التي وردت به)، ونحن في أمس الحاجة إلى إعادة قراءة الآيات الواردة في باب الشفاء، وهي لا تكاد تخفى على أحد من المسلمين، إنما أتبع معها أسهل السبل وتشدقت الألسن بأبخس ما ورد فيها حتى أن بعض المسلمين بدأوا يشككون في نتائجها الشفائية أو ينظرون إليها كطب خرافي او أسطوري، أو أن بعض العلماء لا يرون بدا من مراجعة الطب العرضي والاعتماد على التخصص فيه في كل شيء، ولم يعد يطرف هذه الأبواب إلا من غلقت دونه أبواب الامتثال للعلاج أو الأبواب المادية المكلفة لمواكبة أنجع انواع العلاج...

إن ما عرفه التفسير التقليدي لآيات الشفاء الستة المعروفة، أو ما عرفته الأوساط المسلمة في استعمال آيات الشفاء بالقراءة سردا على المريض أو على ماء أو مكان الألم، أو إضافة شيء من القرآن معه أو الأدعية ليس من الدين في شيء، ولم ترد به السنة المحدية إلا في باب واحد يليق بكمال ذاته الشريفة صلى الله عليه وسلم وهو ينفع في هذا الباب بالضبط، ويمكن أن نسميه "باب العلاج بالإيمان" والعقيدة السليمة والنية الصادقة (وسوف نأتي عليه لاحقا في بابه)..

أما حقيقة خريطة بيان آيات الشفاء في كتاب الله هي أكثر عمقا وأبين حجة.. وهي آيات ستة، ويشترط الترتيب فيها حسب ورودها في الكتاب العزيز إذا كنا نهم بإنشاء دراسة معمقة (أو على الأقل وضع لبنات البحث) على أنوار الشفاء وأسراره وهي كما يلي:

الآية 14 من سورة التوبة: (وَيَشۡفِ صُدُورَ قَوۡمٖ مُّؤۡمِنِينَ)، والآية 57 من سورة يونس (قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ).. و الآية 69 من سورة النحل: (يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ).. والآية 82 من سورة الإسراء (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ).. والآية 80 من سورة الشعراء (وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ).. وأخيرا الآية 44 من سورة فصلت (قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ)..

وهذه إن شئت قلت أنها الخارطة الناسجة لكل الأمراض والأعراض العضوية والنفسية والسلوكية في كتاب الله تعالى، ومن كان يهمه البحث الحقيقي فليدخل بما عمله الله من الأسباب الطبية وليعمل على استنباط ما ينفع الناس من هذه الآيات البينات وهذه الأنوار الساطعات التي هي وحي يوحى من حكيم عليم وليست تقنيات يمليها سليم لسقيم...

0 Commentaire(s)

Poster un commentaire