وأنا هنا أود ان أطرح سؤال بسيطا، وأود أن تقبل سذاجتي فيه هو:

هل يجرأ أحد من العلماء العرب والمسلمين والمثقفين أن يحرك بنت شفة على ما قيل في الصفيحات الأخيرة في الوظائف الرئيسية للمعرفة في فص الناصية؟؟، وإن كان كل الكلام فيه مجرد نظريات وجل الكلام فيه كان من "ديكارت" و "فرويد" وغيرهما... .

وفي المقابل أريد ان أطرح طرحا في نفس الوظائف، ولكنه مستقى من مصدر ديني فوق العادة في السلوك ومحلل بتقنية لها أبعادها الدينية والتربوية، يستحيل أن يختلف عليها عاقل من أي دين أو جنسية أو مذهب، وهي كما يلي:

سبق أن تطرقنا بعجالة إلى مقدمة الرأس (Front) وقلنا أن تسميته بـــــــــــــ"الناصية" من عزم الأمور، لأن الأسماء في القرآن تدل على مسمياتها قلبا وقالبا وسرا ونورا وجوهرا... قال تعالى: قَالَ يَا آَدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ... (الآية) وهذا موضوع آخر نرجع إليه في وقته...

قال تعالى في الناصية: مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آَخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ.. والآية واضحة في الدواب وبيّنها سبحانه في الأنعام قال تعالى: وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ.. وقال تعالى في حق الإنسان: كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعَنْ بِالنَّاصِيَةِ .. "نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ"...

ومن دعاء النبي الكريم قوله صلى الله عليه وسلم:... " اللهم إني عبدك بن عبدك بن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك... وكان صلى الله عليه وسلم يتعوذ: أعوذ بك من شر كل ذي شيء أنت آخذ بناصيته...

فإذا أردنا أن نحيل كلمة "ناصية" على انوار الحروف كما سبقت الإشارة إليه فإننا نجدها كما يلي:

اما لمن يحالفه الحظ للاطلاع على انوار حروف القرآن فهي كما توضحها الصورة:

الألف واللام لهما أمتثال أمر الله والعلم الكامل.. وهما أساس كل عمل رباني وبناء وغيابهما يكون العمل فيه على المحك: وهما عنوان كل عمل علمي و نفعي واستقرار ذاتي وتحرر من كل تبعية وعوائق في التحرر والتعقل...

النون لها الفرح بالله، ومعناها: الفرح بما هو انت وما أنت فيه وما خلقك الله من أجله..

الألف الثانية: ومعناها الامتثال لأمر الله تعالى على الأنوار الثلاثة السابقة ومحاولة ترسيخها والتعامل بها وعليها حتى يصلح بناء ما يأتي بعدها من الأنوار..

الصاد: لها كمال العقل، ومعناها رصانته والانضباط معه ولا يكون الانسياق والانصياع للأهواء، في الأقوال والأفعال حتى تنضبط معها الحوال..

الياء: لها الخوف من الله تعالى، وهو وازع يحررك من كل خوف مما سوى الله حتى يستقيم خوفك من كل ما يضرك ولا يبقى إلا إقبالك على كل ما ينفعك...

التاء المربوطة: ولها حكم الهاء، ولها النفرة عن الضد.. ومعناها الفرار من كل تضاد مع الشريعة واختلف مع الحقيقة ليبقى حملك للأنوار محفوظا ونفعك بالعلوم محمولا عن كل ملوث لها ومكدر... .

هذا بعجالة ملخص أنوار حروف الناصية، وإن شئت قلت مؤهلاتها في الإقبال والكمال، وعكسها مكدراتها في السلبية والانحلال، وإذا أردنا أن نلحقها بالوصف القرآني في الناصية المارقة من قوله تعالى: "نَاصِيَةٍ : كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ"، فإنه من المشروط ان تكون الأنوار المنطفئة في كلمة الناصية مقابلة لأكدار وصفي: الكذب والخطأ: كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ.. ونقربها بالصورة الحرفية وهي كما يلي:

 

وانا اجتهدت لوضع عكس المعاني النورانية ولا أجزم بدقتها في المعاني، ولكن كل من يحمل فكرة بناءة أن يتكرم بها على الأمة وعلى العلم لعل الله ينفع بها أقواما ويضع بها مساوئ وأعراض وأمراض..

ونحاول الآن التقرب من المعاني في ربط أكدار "ناصية"(عكس الأنوار) من الحكم القرآني عليها ب: "كاذبة خاطئة"، فلنطرح معاني الحروف ونرى هل لها موقع في الوصف:

إذن إذا أردنا نقيّم التحليلات الطبية على ضوء ما ورد من المعاني الربانية فإننا نجد ما يلي:

أما إذا أردنا تحيلا معمقا حسب المعاني القرآنية والمسميات العلمية فإننا نجد ما يلي:

الفص الجبهي او الناصية (Lobe frontal): وهي الجهة التي تصاب بعلل أو أمراض الكذب والخطأ، وهذه مناطقه:

وتسمى على التوالي: القشرة الحركية الأولى (cortex moteur primaire) المنطقة الأولى للحركة (Aire motrice primaire) والمنطقة الحركية الثانوية (L’aire motrice supplémentaire)...

هذه المناطق الثلاث هي المسؤولة عن التخطيط (planification) والشروع (l'initiation) والتنسيق (coordination) والتوجيه (guidage) ووقف الحركات الإرادية او الطوعية (l'arrêt des mouvements volontaires).. هذه هي منطقة الخطأ في الناصية..

تحتها مباشرة منطقتين أعلاهما المنطقة المحركة للكلام (Aire motrice du langage) وتحتها المنطقة المحركة للسمع (Aire auditif primaire) وهذه منطقة الكذب(انظر الصورة)..

أما إذا أردنا ان نعمق البحث أكثر فإننا نطالب من الأطباء أهل الاختصاص التركيز على المنطقتين المخصصتين في الخطأ وهما: المنطقة الأولى للحركة والثانية فإنه مشروط أن يكون فيهما مناطق مخصصة في انوار وأكدار كلمة "خاطئة" كما سبقت إليها الإشارة وهي على خمسة التوالي، ويجب ان تكون كذلك وهي:

1) منطقة الذوق للأنوار وإن اعتلت كان عكسها الجلفية..

2) منطقة الاستقامة والامتثال وإن اعتلت المنطقة كانت للعصيان.

3) منطقة التمييز وإن اعتلت كانت للتهور.

4) منطقة الخوف من الله وإن اعتلت كانت للخوف والهلع من كل شيء وأي شيء.

5) منطقة للنفرة عن الضد والند وإن اعتلت كانت للتسيب.

وكذلك منطقتي المحركة للكلام والسمعية.. وهي خمس مناطق كذلك، ويشتركان في منطقتين: منطقة الألف للامتثال أو العصيان ومنطقة الهاء وهي للنفرة عن الضد أو التسيب، وهي كما يلي:

1) منطقة المعرفة بالله ونقيضها الجهل به سبحانه.

2) منطقة الامتثال وعكسها العصيان وتشترك فيه مع منطقة الخطأ.

3) معرفة اللغات وعكسها الجهل بها وبأصحابها.

4) سكون الروح في الذات سكون المحبة والرضا والقبول وعكسه الاضطراب.

5) النفرة عن الضد وعكسها التسيب وهي منطقة مشتركة كذلك..

وهذه أمور في غاية البساطة إذا تطوع لها المتخصصون في الفيسيولوجيا العصبية (Neurophysiologie) بالأجهزة الكهربية (L'électroencéphalographie) فإن النتائج لن تكون بعيدة جدا مما ذكر..

ومع ذلك أحاول قدر الإمكان تقريب المتخصصين المسلمين من البحث لعل الفائدة تعم وهي كما يلي:

هذه المناطق التي يجب البحث فيها على يد متخصصينا، ولم أدقق في البحث على المناطق لأنه وحتى الآن لا توجد نتائج حتمية في علم الأعصاب (neuroscience) الفيسيولوجيا العصبية (Neurophysiologie)، وبقي في العشر سنين الأخيرة تتلاطم الأبحاق أمواج العبث في الفرق بين عقل الرجل وعقل المرأة والعقل اليمين والشمال... وشباب المسلمين وغيرهم تتلاطمهم رياح اللعب والفرجة والانتشاء بكل شيء وأي شيء، ومسيروا العالم يتجرعون الكؤوس المرة فيي السياسات المقرفة التي لم تبق ولم تذر، لواحة لنفوس وعقول وقلوب البشر... .

لعي أطلت وليس ذلك إلا لتهييئ بعض العلاجات الشعبية - لمن لهم شرف وهمّ الأمة المحمدية - في انتظار أن ترفع همم وتنضج أقلام، فإنه قد بلغ السيل الزبى كما يقال وغلى المرجل حتى انفجر...

معلوم أن في الطب الصيني تركيبة مهمة على نقاط الرأس، والأجهزة الآن موجودة، على صعيد الطب الصيني و كذلك الكشف بالأشعة والرنين المغناطيسي... فما على الباحثين المؤمنين إلا أن يعتبروا هذه القواعد، ويأخذوها كقاعدة علمية، هي وما يوافقها ويرافقها من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فإنه: والله الذي لا إله غيره ولا رب سواه ولا رحيم غيره ولا نافع سواه.. أن في الأمر أسرار وأنوار وبركات..

وفي انتظار الأبحاث الأكاديمية والعلمية في الموضوع، فعلى المعالجين التقليديين أن يجتهدوا في الموضوع وفي هذه المعطيات المذكورة في هذا البحث البسيط خصوصا في الحجامة وهي الأهم، وكذلك في الكيّ على المناطق المتضررة أو الشد كما سبقت إليه الإشارة..

وهذا ملخص للحجامة على اليافوخ (كل اليوافيخ) وكذلك على الجبهة، وما فوقها وما تحتها وما حذوها... وإن كان حجامة اليافوخ (Fontanelle) لها حكم خاص لأنها تجمع الفص الجبهي بجزأيه مع الفص الجداري والفص الصدغي والقذالي، ومن تأمل اليافوخ يجده ليس في نقطة واحدة وإن كان مركزه وأهم فتحة فيه في وسط الرأس كما سلف ذكره، ولكن يجب تحري ملتقى عظام الرأس أو يوافيخها حتى تكون النتائج المرجوة سواء في رفع الألم أو الشقيقة أو الصداع... أو في الحجامة التي تزيد العاقل عقلا والحافظ حفظا وهذا ما نريد الوصول إليه.. فتكون الحجامة إذن على اليافوح المقصود بين عظام الرأس حتى يتم التخفيف على الفص المقصود في العلاج المقصود من المنطقة المخصصة..

فمن تأمل المناطق المذكورة في فصوص العقل: منطقة السمع ومنطقة البصر ومنطقة النطق، وخصوصا منطقة الفهم والتحليل الصحيح والسليم ومنطقة أخذ القرار ومنطقة التنفيذ... وإن كانت كل منها مرتبط بالآخر ولكن مركز القرار هو المهم بدليل الآية الشريفة: ناصية كاذبة خاطئة..

فإذا قال الرسول الكريم كما جاء في رواية عبد الله بن عمر: "الْحِجَامَةُ تَزِيدُ الْحَافِظَ حِفْظًا، وَالْعَاقِلَ عَقْلا، وَاحْتَجِمُوا عَلَى اسْمِ اللَّهِ، وَلا تَحْتَجِمُوا الْخَمِيسَ وَالسَّبْتَ وَالأَحَدَ وَاحْتَجِمُوا يَوْمَ الاثْنَيْنِ، وَمَا مِنْ جُذَامٍ وَلا بَرَصٍ إِلا يَنْزِلُ يَوْمَ الأَرْبِعَاءِ".. فالمقصود به أن حجامة الحافظ المجتهد تزيده حفظا واجتهادا، وحجامة العاقل الحاذق تزيده حذقا وعقلا... لأن الكل متعلق بالعقل وهو جوهر الفعل، وهو منفذ نبضات القلب الإيمانية ومحلل إحساسات القلب الإيقانية.. وفي هذا الموضوع تعمق آخر ستطرق إليه لا حقا بحول الله وتوفيقه في تحليل قوله تعالى: "أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آَذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ"..

فإن العقل ليس أساس كل تحليل سليم وحكم قويم ولكن القلب أساسه ولذلك قال صلى الله عليه وسلم: وَاحْتَجِمُوا عَلَى اسْمِ اللَّهِ.. لأن محل العقيدة السليمة القلب والعقل يزكيها بالتفكر والتدبر والتنفيذ ...

وليس هذا فحسب ولكن معرفة الأوقات المعينة والأرصاد الموفقة لها دخل في الحجامة التي تزيد العاقل عقلا والحافظ حفظا...

فإذا أردنا ان نجمع فوائد عنصر من الطب الإسلامي الذي هو الحجامة، فإنه يتعين على المتخصص البحث في وظائف الأعضاء أولا، ثم بعدها يكون له إلمام بمعاني كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم حتى يستفيد منها تخصصيا ويفيد بها مع مراعاة الأوقات، وإن كان التخصص في هذه متوقف على كثير من التخصصات إلا انها في الطب لا بد منها، كيف لا وصحة الناس تتوقف عليها..

وأخيرا أجد نفسي مضطرا (بعد ذكر كل ماسبق) إلى التطرق إلى مسألة ذات أهمية خصوصا في الوقاية من أمراض الرأس المتعلقة بالتركيز أو قل التفكر والتدبر، أو الحجامة أو الحزم او الكي ينفعها مثل ما ذكرنا، وهي سنة من سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "العمامة"...

هذه السنة التي كادت أن تنقرض (وليس كل ما يوضع على الرأس في الدول الإسلامية يعتبر عمامة، وإن كان يسمى كذلك)... فالعمامة إذا كانت بالطريقة السنية، وقد قد كانت إلى زمن قريب محط اهتمام العلماء والعقلاء، وحتى العوام، ومن كان شابا فليسأل أباه او جده فسيحكي له ما كان يلزم الرجل من هندام الخروج، فإنه يجد ان العمامة كانت جزء لا يتجزأ منها، بل وكان عيبا على الرجل ان يترك عمامته...

قلت فعلى الأقل، العمامة تحفظ الرأس من إصابات الجن والشياطين... وهذا ليس أي كلام، وليس خرافات ولا كلام على الهوى، وأريد لكل أحد يهتم بأمر الحجامة أو الشد أن يجرب الأمر في حالات الصرع الغير المرضي، يعني صرع الجن... وأود ان أختم بهذا قبل الانتهاء من هذا الموضوع المهم، ولو أنها سبقت الإشارة إلى إصابات اليافوخ، وقصدي اليافوخ العلوي، وهو أول من يتأثر بالسحر وبإصابات الجن، فإنه يرتخي ويتسع معه الرأس ببضع سنتمترات، قد تصل إلى 3 أو 4 فيكون معها الألم العادي وعدم التركيز، وإن زادت حتى تصل إلى 8 سنتمترات فإن الشخص يصرع لا محالة، وبين الأول والثاني يكون تفاوت في التركيز والصبر والتعقل والتأمل، وهذا كل عواقبه تكون عكسية على الفرد والمحيط القريب والبعيد... اما إذا كان الفرد شابا فإنه يجد صعوبة في متابعة دراسته والتركيز عليها، فينفلت إلى ما هو أسهل من ذلك في اللعب والعبث خصوصا وأن المقصد من أذية الشخص هو ذاك المطلب.. وعلى قدر رسوخ الشخص في الرذيلة يكون الخروج منها أصعب حتى وإن عولج العطب في الرأس...

فالمرجوا من الآباء والأمهات والمشايخ، وخصوصا المعالجين ان يتنبهوا إلى هذا السر الذي يرجع بالنفع على أبناء الأمة وبناتها... ووالله الذي لا إله غيره ولا رب سواه ما قلت إلا ما جربته واختبرته بنفسي ووقفت على صدقة وحقيقته..

وبابتسامة عريضة أقول: اجعلوا العمامة للمرضى من الأدوية الأساسية... ولتكن العمامة الحقيقة!!!..

0 Commentaire(s)

Poster un commentaire