من أين دخلت هذا التسمية وما أصلها؟

هذا الاسم له أصل، لا أقول من الديانات الأخرى، لأنه يستحيل في حق دين سماوي ألا يبلغ حقيقة الأمور على يد الأنبياء والرسل، ولكن سوء فهم النصوص أو افتقادها ربما يفرض على كتّاب التاريخ الديني الاجتهاد (الذي قد يجيب وقد يخيب)... ومنه كانت هذه الاجتهادات التي تعزى المخلوقات الغير مرئية (كالجن والعافاريت والشياطين) إلى الأرواح، وقد سميت بذلك، ومنها انتقلت في الترجمات الغربية الحديثة إلى العربية، فأصبحت تسمى "الأرواح" أو "أرواح الجن" أو "الأرواح الروحانية" ومنها كانت الأمراض الروحانية، والتي تعني بالضرورة أمراض الجن والعفاريت والسحر والعين وكل ما يتعلق بذلك من قريب وبعيد، والتي يركنها الطب العرضي في خانة "بارابسيكوجيا" عدوا بغير علم أو عمدا لمصلحة!!!

والأسف كل الأسف على الخلل المعرفي الذي ألم بعالمنا الإسلامي خصوصا (لأنه المقصود بهذا العلم والمطلوب بتبليغه) في هذه التشخيصات وهذا النوع من التطبيب الذي لم يغب لحظة في كتاب الله ولا في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، والذي شخصت فيه حالات المرض ووصفت فيه حالات العلاج، وبُينت بما وفّر معلومات قيمة مؤهلة لبناء قاعدة بيانات في البحث العلمي نظرا لحدة المرض وخطورته، لكنه بسط في أروقة مقامات التجويد لكتاب الله وركن في خانات الجرح والتعديل للحديث الشريف، وترك الشياع في الاجتهاد لمن يرقي (بالرقية الشرعية) أو يصرع (الجن أو العارض) وقواعد العلم بقيت ظِهريا..

سوف لن أدخل في متاهات المسميات العلمية في الطب النفسي أو فوق النفسي أو الموازي أو الخارقي... لأن صفحات النت مملوءة به ودراسات علم النفس وفروعه في العالم أصبحت في جامعات الطب بكل التخصصات، كما أصبحت مواضيع الساعة على الشاشات وفي الأسر والمجتمعات حديث كل لسان...

أما الذي يهمنا، وله علاقة مباشرة بصحة الإنسان، ويعتبر من "الطابوهات" التي لا يجرأ أحد الخوض فيها ولا الاقتراب منها (إلا في الكواليس)، بل ويخشى كل من همّ بذكرها في المجتمعات أن يوصم بالجهل أو التخلف، وبالرغم من ذلك فهي تفرض نفسها بكل قوة على النفوس الضعيفة فيسيّدونها في كل شيء، وفي المقابل من تعرض للأذى من هذه الممارسات القذرة يبقى عرضة لنصب الدجالين وجهل الأطباء الناصحين.. ومعظم القائلون في الدين أصبح عليهم حكم الشعراء.. ألا ترى انهم اتبعهم الغاوون؟ وأنهم في كل واد يهيمون.. وهم يقولون ما لا يفعلون؟؟

وهذه أهم هذه المسببات التي أهلكت الحرث والنسل، وغيرت مجرى حياة الإنسان في فكره وعلى مستوى عقله وصحته وبالتالي على ثقافته ومحيطه في أسرته وتوجهه ومعتقده (وقل بعد ذلك ما شئت)... وهي كما يلي:

0 Commentaire(s)

Poster un commentaire