تمكن الهوى من القلب هو الداء العضال.

   قلت: حلاوة الهوى على قسمين: هوى النفس و هوى القلب.

   فهوى النفس يرجع لشهواتها الجسمانية كحلاوة المأكل و المشرب و الملبس و المركب و المنكح و المسكن.

   و هوى القلب شهواته المعنوية، كحب الجاه و الرياسة و العز و المدح و الخصوصية و الكرامات و حلاوة الطاعات الحسية كمقام العباد و الزهاد و حلاة علم الحروف و الرسوم.

   فأما علاج هوى النفس فأمره قريب يمكن علاجه بالفرار من أوطان ذلك و الزهد وصحبة الأخيار، و أما علاج هوى القلب إذا تمكن فهو صعب و هو الداء العضال الذي أعضل الأطباء، أي أعجزهم و حبسهم عن علاجه، فلا يزيده الدواء إلا تمكنا، و إنما يخرجه وارد إلهي بعناية سابقة بواسطة كما أشار إلى ذلك بقوله:

 

0 Commentaire(s)

Poster un commentaire