السلوك الغذائي في القرآن:

تكلم علماء التغذية على النظام الغذائي العادي أو المفرد، أو على الإكثار منه، أو تغيب الغذاء الطبيعي وما يترتب عنه من التسممات الباطنة المؤثرة على وظائف الأعضاء (وهذا مجهود جبار له آفاق واعدة على الفرد و على المجتمع)...

وتكلم علماء الدين على الأغذية المباركة المذكورة في القرآن أن فيها ما يميزها عن غيرها، (ولا يزال المجهود يفتقر إلى كثير من البحث وسوف نذكر منه ما تيسر) وهو مجهود كذلك ينفع في تطبيق السنة وحفظ الصحة...

وهناك باب ثالث حظي بنوع من الإغفال أو الإهمال النوعي (وأقول من جهة التخصص) لأن له آثار مهمة في الطب أو في التأثير على وظائف الأعضاء بطريقة غير مباشرة سلبا أو إيجابا، ولا يمكن أن يعالج إلا بجنسه ولا يقاوم إلا بنفسه... وهي طريقة التعامل مع الأغذية، أو بالأحرى السلوك الذي يجب أن يصحب النظام الغذائي، ويمكن أن نسميه: النظام الغذائي الرباني .. أو الطريقة الربانية للتعامل مع النظام الغذائي...

هذا النظام ورد في كتاب الله وبينت له الآيات العظيمة ما يلزم من سلوك (وهي كثيرة ومتنوعة يجب أن تحصر في جدول عملي يطلع عليه علماء التغذية كما هو ملزوم لخبراء وظائف الأعضاء والأطباء ومشترط على العلماء قبل الوعاض) ، ومع كل آية بينة مصالح ومقومات تصب إيجابها السلوكي، ومع كل سلوك منهي عنه ما يرتب عليه من الضرر والإضرار..

أما السلوك الغذائي المشروط والمخصص والمطلوب معرفته مع المادة الغذائية المطلوبة، وقد تقدم بعض الكلام عليه في مادة سبقت، ونود التأكيد عليه حتى يدخل في مواد البحث عند المتخصصين وهو بإيجاز شديد كما ورد في الترتيب القرآني وهو كما يلي:

1) الأكل من الطيبات لقوله تعالى: كُلُواْ مِن طَيِّبَٰتِ مَا رَزَقۡنَٰكُمۡۚ..

2) الكل من رزق الله والابتعاد عن الإفساد، فالإفساد في الأرض يفقد كثير من فعاليات الطعام ولو كان طيبا، قال تعالى: كُلُواْ وَٱشۡرَبُواْ مِن رِّزۡقِ ٱللَّهِ وَلَا تَعۡثَوۡاْ فِي ٱلۡأَرۡضِ مُفۡسِدِينَ..

3) الأكل حتى لو من الطيب الحلال لا ينفع صاحبه مع اتباع خطوات الشيطان قال تعالى: كُلُواْ مِمَّا فِي ٱلۡأَرۡضِ حَلَٰلٗا طَيِّبٗا وَلَا تَتَّبِعُواْ خُطُوَٰتِ ٱلشَّيۡطَٰنِۚ..

4) الأكل من الطيب مشروط ان يكون مصحوبا بشكر النعم قال تعالى فَكُلُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ ٱللَّهُ حَلَٰلٗا طَيِّبٗا وَٱشۡكُرُواْ نِعۡمَتَ ٱللَّهِ .. وبشكر المنعم قال تعالى: كُلُواْ مِن طَيِّبَٰتِ مَا رَزَقۡنَٰكُمۡ وَٱشۡكُرُواْ لِلَّهِ..

5) أكل الربا وما يأتي منه ضار ولا نفع فيه لقوله تعالى: لَا تَأۡكُلُواْ ٱلرِّبَوٰٓاْ أَضۡعَٰفٗا مُّضَٰعَفَةٗۖ..

6) أكل الحلال لا ينفع إلا مع تقوى الله قال تعالى: وَكُلُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ ٱللَّهُ حَلَٰلٗا طَيِّبٗاۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ..

7) لا تنفع أصناف المأكولات ولو كانت سليمة ما لم يذكر اسم الله عليها: فَكُلُواْ مِمَّا ذُكِرَ ٱسۡمُ ٱللَّهِ عَلَيۡهِ.. وقوله تعالى: وَلَا تَأۡكُلُواْ مِمَّا لَمۡ يُذۡكَرِ ٱسۡمُ ٱللَّهِ عَلَيۡهِ..

8) إذا كان صاحبه فلاحا أو مزارعا فلا بد أن يأتي حق الله فيه ولا يسرف فيه قال تعالى: كُلُواْ مِن ثَمَرِهِۦٓ إِذَآ أَثۡمَرَ وَءَاتُواْ حَقَّهُۥ يَوۡمَ حَصَادِهِۦۖ ..

9) الإسراف ضار بالآكل حتى لو كان حلالا قال تعالى: وَكُلُواْ وَٱشۡرَبُواْ وَلَا تُسۡرِفُوٓاْۚ ..

10) أكل الطيب الحلال لا ينفع مع الطغيان فيه (مع العلم أن الإسراف شيء والطغيان في النعم شيء ثاني) قال تعالى: كُلُواْ مِن طَيِّبَٰتِ مَا رَزَقۡنَٰكُمۡ وَلَا تَطۡغَوۡاْ فِيهِ..

11) أكل الحلال لا يكمل إلا إذا اخذ منه الفقير حقة قال تعالى: فَكُلُواْ مِنۡهَا وَأَطۡعِمُواْ ٱلۡبَآئِسَ ٱلۡفَقِيرَ ، وكذلك القانع والمعتر قال تعالى: فَكُلُواْ مِنۡهَا وَأَطۡعِمُواْ ٱلۡقَانِعَ وَٱلۡمُعۡتَرَّۚ..

12) أكل الطيب لا يثمر إلا مع العمل الصالح قال تعالى: كُلُواْ مِنَ ٱلطَّيِّبَٰتِ وَٱعۡمَلُواْ صَٰلِحًاۖ... .

هذه بعض من السلوكات التي يجب أن تصحب النظام الغذائي، فإنها باب جليل من البحث الطبي يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار، لأن ما سلب من فوائد الغذاء بالسلوك السقيم لا يستقيم إلا بالخلق الطيب السليم (فافهم..)

ولعلي أطلت مع كثير من التقصير، فلأمسك.. فالمقصود من آيات الشفاء الست في الطب القرآني، أنها ست شفاءات من ست أمراض، كل نوع لا يشفى إلا بما أورد الله فيه من آيات بينات، ولا بد من تحليل الكلمات الدالة على الأنوار حتى تفهم سلوكها ومقاصدها... أسأل الله العظيم رب العرش العظيم، أن تجند طاقات للبحث التخصصي لهذا البحث البسيط، وإن كانت تعوزه الكلمات المناسبة أو التخصصية، فإنه من رجل قليل الخبرة قليل التجربة قليل العلم، متوكل على الله وآماله في إخوانه ببسط هذه الخيرات للناس.. فقد أصاب الأمة ما لا يخفى على أحد!!!...

0 Commentaire(s)

Poster un commentaire