معلومة مهمة نختم بها:

أود في الختام ولو بإيجاز، أن أركز على النور الخاتم في الشفاء الذي هو الفرح بالله، وسبق الكلام عليه بإيجاز، ولكن احاول أن أخرج منه بعض مشتقاته او متشبهاته أو مقدماته، كأن تقول: الابتهاج أو الانشراح أو الارتياح أو السرور أو الحبور أو الانبساط... وهناك كثير من المسميات، ألتبست على الإنسان واكتفى بما يجده أقرب إليه، ولو أحيانا بجهل الأصل الذي نتأت عنه أو الموضع الذي خرجت منه.. وكل هذا من فساد ذوق المختار الذي أخفق في اختياره... وهذا يدخل في نور كمال الحواس الظاهرة، لذلك تجد من لا يتعفف في البحث عن فرجة أو بهجة، ولا يختار لها أصلا ولا مصدرا، أو متعة ولا يفرق فيها بين الحلال والحرام، وهكذا..

وأود بعد ذكر هذا ان ألفت انتباه الإخوة الكرام إلى فرع أو سلوك وقع فيه التباس من شأنه أن يدخل السرور أو الحبور أو الانبساط... وهو التغني أو الغناء أو الموسيقى، وقد وقع فيه اصطدام بين العلماء "التقليديين" والمنفتحين" وعلماء الاجتماع والفلاسفة والطب النفسي..

ورد في الحديث الشريف قال صلى الله عليه وسلم: (ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي حسن الصوت بالقرآن يجهر به) وقوله صلى الله عليه وسلم: (ليس منا من لم يتغن بالقرآن) وقال صلى الله عليه وسلم لما سمع موسى الأشعري رضي الله عنه يقرأ: (لقد أوتي هذا مزماراً من مزامير آل داود)... .

وأنا أضع هنا تحليلا علميا عمليا لعله يجمع الرأي بين علماء الظاهر الذين حصروا فهم ما ورد في الأحاديث: أنه تحبير الصوت بالقرآن وتحسين الصوت به، ومن ذلك أنشأت أخيرا مقامات موسيقية يقرأ عليها القرآن (كمقام الصبا او الحجاز أو النهوند أو السيكا...) وكذلك في الآذان وإقامة الصلاة... وتجد هناك من يطرب لذلك غاية الطرب.. وهذا يدخل في الطرب وله فوائده في تهذيب النفس المادية، ويمكن أن يعتبر علاجا ماديا للمختلين عقليا أو المرضى النفسانيين، أو تعويضا لمن تأثر بأنواع الموسيقى، فيستأنس بالنغمات البناءه ريثما يستقيم ويستقر حاله، فيرقى لما هو أنفع وأحق... لكن هذا ليس ترتيلا، وهو أبعد ما يكون عن حقيقة القرآن..

أما فلاسفة المادة وعلماء النفس فلم ينظروا إلا إلى جهة منفردة من آثار التغني الإيجابية على النفوس المنزعجة والغير المستقرة، وهي معتبرة في هذا المنحى كدواء للمريض أو علاج للعليل، يجد فيه متنفسا افتقده في سلوكه اليومي في الحياة.. وكذلك من مثقفينا في العالم الإسلامي الذي يستدلون على الآلات الموسيقية والغناء للعلاج في القرون المتقدمة الإسلامية كابن النفيس في القرن الثالث الهجري والفارابي في الرابع وابن جزلة في الخامس وابن المظفر في السادس وابن النفيس في السابع... فهؤلاء كلهم وبدون استثناء استعملوا الموسيقى كعلاج للأمراض النفسية والعصبية بناء على تحليلهم أن المرض كان سببه اضطرابات نفسية وعصبية.. وهذا ما لم يتنبه إليه الباحثون في الموسيقى وتاريخها..

كذلك في المناسبات الدينية وعند أهل التصوف، ابتكر المديح والسماع خصيصا لهذا الغرض، وسيدي عبد الله الحراق لما رأى منكبين على الترانيم ألف لهم مؤلفات في الدلالة على الخير وإيقاض الهمم وإنهاضها من سبات الغفلة، فبدأ الناس يتغنون بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وبأفعال الخير المقربة إلى صلاح النفوس وترقيتها وتزكيتها...

فمن قال أن الموسيقى أو التغني بالقرآن أو بالأحاديث أو بالكلام الطيب نافع، فالجواب نعم.. لكن هل هذا هو معنى التغني بالقرآن الذي ذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم فالجواب أكيد لا.. إذا حصرنا الغناء أو التغني فيما يعبر عنه هو الصوت الحسن أو صحبته بنغم كيف ما كان نوعه.. ولو أن الغربيين اكتشفوا منافع الغناء والموسيقى...

وللشيخ الشلتوت (شيخ الأزهر سابقا) في مقولته: من لم يسمع لرقيق الأشعار، بدقيق الأوتار، فهو جلف الطبع حمار(أو كما قال)... ولعل له عذرا لأنه كان يقرب بين المذاهب في وقته... وقول الشلتوت على الأقل ليس كقول الفيلسوف الألماني "نيتشه" في القرن التاسع عشر : لولا الموسيقى لكانت الحياة ضرباً من الخطأ!!!..

ولـــ"نيتشي" مؤيدون على من العالم العربي الإسلامي حيث قال أحدهم: إن الموسيقى بعموميتها تبدأ حيث تنتهي الكلمة، إنها عنصر جوهري في البناء الروحي للإنسان، توقظ فيه الشعور بالمعاني الكبيرة. المعاني السامية، كالحق، والخير، والجمال... وتحرك وجدانه وترهف شعوره وتساعد على تحقيق الوئام مع نفسه، والتوافق مع الحياة من حوله، وبالتالي فالموسيقى أقدر الفنون على خدمة الإنسان، كما أنها قادرة على خدمة قضايا السلام والديمقراطية والتقدم...

وأعتذر على هذا الطرح، ولكن أردت أن أطرح الكل في ميزان واحد، ولا ننسى من يحرّمها تحريما، وينفر منها إلى ما هو أسوأ منها وأبعد، وهو التشدد في الطبع الديني والقسوة فيه حتى خرج منهم المنفر والمكفر والمفجر... ولعل هذا الذي جعل الشيخ شلتوت يدل على أخف الأضرار.. فإذا كان الأمر هكذا فالموسيقى والتغني فيه علاج للنفوس وترويح لها، وشفاء من أمراض القسوة والفضاضة والغلضة...

أما الذي بقي خفيا ولم يتنبه له كثير من الباحثين، هو الغوص في معاني الأمور الفعلية او السلوكية، وهو ما يمكن أن يسمى الوجد بالكلمة الحق.. والكلمة الفصل.. والكلمة الوحي.. والكلمة الهداية.. والكلمة النور.. والكلمة السر... التي تشفي العبد من هوس الطيش، وترصي للعبد أسباب العيش... فيحيى بنعم الله مؤمنا مطمئنا، يقضا متيقنا.. أن ما قامت به أيادي القدرة له بكل إتقان، لا يمكن أن يقوم به لنفسه، بل يستحيل...

فإذا كان التغني بهذا القصد فهو تغني الوجدان وتغني الحواس الباطنة، حيث تقشعر الأبدان وترتب الأركان ويتذوق الإنسان حلاوة الفعل الطيب ويترنم به باطنا.. فإن هذا قد وقعت عليه أبحاث في الفيزياء العصرية المتخصصة، ويسمى "الاهتزاز" (vibration)..

وهذا الاهتزاز لا يشبه اهتزاز المادة الذي عهدناه، وكما كان يقول "أينشتاين" أن هذا الاهتزاز إنما هو كتلة من الطاقة متجمعة، وهذه الطاقة في اهتزاز دائم، فلا يمكن إلا ان تكون ضوءا أو نورا مكتلا (على حسب تعبيره)...

فعلى هذا النحو، نحن نعيش في عالم من الطاقة التي تهتز باستمرار وليس في عالم مادي جامد كما نظن أو يتراءى لنا، ونحن كذلك على هذا النحو، بما أن فعلنا يؤثر وقولنا وإحساسنا وفكرنا.. فالكل فينا يؤثر ويتأثر بقول أو فعل أو حال، ونبقى نحن مرهونون سلوكيا بهذه التأثيرات والمؤثرات التي تربوا أو تنبو تبعا لطبيعة الفعل ومدى سلامته أو علته... وكأن الإنسان صفحة بيضاء يكتب فيها كيميائيا وفيزيائيا بمعادلات قيمة العمل الفطرية، في جهتين متباينتين، إحداهما في العمل الإيجابي والأخرى في السلبي، أو بعبارة أخرى إحداهما لما حسن من العمل وأخرى لما ساء منه، أو بلغة الحقيقة: الحسنات والسيآت.. ومصير الإنسان في الصحة والمرض والسعادة والشقاء مرهون بين كفتي هذه السجلات والمعادلات، فما من خير يفعله الإنسان يسمى إحسانا، لأنه يزيد حسن خُلقه إلى حسن خَلقه... أما إن أساء فيثقل ميزان حُسنه ويسوء الإحسان فيه، فتعوق إمكاناته الحسية والإدراكية ، فلا يدرك إلا ملموسا ولا يتفاعل إلا مع هوى تالف متبع أو إحساس مغشوش مبتدع... .

هذا المصطلح الذي يجمع: الاهتزاز والطاقة أو الطاقة المهتزة (la vibration/énergie) والتي تمت تجربتها في أحدث مراكز أبحاث الفيزياء النووية (physique nucléaire) أن هذا له أثر لا يتصور على حياتنا.. وهذا إنما يدل على أن فكرنا هو طاقة، ويتوفر على قوة هائلة يمكن أن تؤثر في العالم الخارجي... وهذا نعرفه في أبجديات الإسلام في الصلاة والدعاء والخشوع بالعبادة والمعاملة... والتفكر الإيجابي.. وقد وردت آيات كثيرة في الفكر والتفكر قال تعالى: وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ.. وثبت في الحديث الشريف أن الفكرة أفضل العبادات كقوله صلى الله عليه وسلم تفكر ساعة خير من قيام ليلة... وهناك أحاديث كثيرة طعن فيها، وكان يجب أن ينظر إلى الأبعاد في التفكير، فعلى قدر القصد فيه يكون السمو.. وعلى قدر تكتل الطاقة الفكرية يكثر نورها!!

فإذا كان الإنسان طاقة متحركة كما يقول علماء التخصص.. فهذا يدل على شيأين:

أولهما: أن الإنسان قابل للتطور وللسمو والرقي (وبما أن طاقته مرتبطة بسلوكه فلا تكمن إلا بها ولا يحصل الترقي إلا إذا عرف الإنسان أسرارها وأنوارها، أو مزوداتها و معوقاتها)..

ثانيا: أن كل ما عمل فهو محفوظ (لأن الطاقة لا تموت) فعمل الإنسان لا يموت.. بل يبقى حتى يقابل به عندما تضمحل المادة المكتلة ولا يبقى منها إلا النتاج، قال تعالى: مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ..

وعلى هذا القياس الفيزيائي المحض، لا يستبعد عن العبد الصالح كثير من خوارق العادات كشفاء المرضى أو الانتقال بلا واسطة التنقل المعلومة أو معرفة ما لا يعرفه الآخرون... (تطرقنا إلى هذا باستفاضة في موضوع ميكانيك الكم)..

هذه الأمور وغيرها كثير، كلها نتائج علمية مدققة لا شك في صحتها، إنما الذي لا يدركه الغربيون أو الباحثون الماديون، هو سبب هذا الاهتزاز الحقيقي الذي يرفع الطاقة فوق الكتلة المادية للكائن الحي أو للشيء.. وهذا ما لا نجده إلا في التدين والممارسات الدينية والشرعية، والتحقق بها والتسلك فيها ولباس انوارها وأسرارها، فتموت النفس عن الهوى، وتلبس الروح المادة الجسدية كما كانت تلبس المادة الطاقة من قبل (إن هي إلا معادلات لمن توفق إلى فهمها والعمل عليها).

ولعل السائل يقول ما علاقة الموسيقة او التغني بالاهتزاز الفيزيائي.. فيكون الجواب: أن النفس البشرية، بناء على تكثيف مادتها بالسير في الدنيا والتأثر بؤثراتها المادية.. يتأثر معها الاهتزاز الطبيعي والحقيقي ويفقد الإنسان مع ذلك توازنه الطبيعي في هذه "السنفونية الكونية المتناغمة"...

فحقيقة الدين والتدين: هو إرجاع ما افتقده الإنسان خلال هذه المسيرة المادية (إن كان قد فقد منها شيء) وإلا المحافظة على هذه الكتلة الطاقية الإيمانية من التلف والضياع... وهذه هي الممارسات الشرعية المعروفة: شهادة وصلاة وزكاة وصيام وحج لمن استطاع... ومن تأمل هذه الممارسات فإنه يجد أن كلا منها يعالج بابا من أبواب الفيزياء البشرية المعقدة في الإنسان التي لا يمكن أن تعالج إلا بها... ولو اجتهد الأولون والآخرون والظاهرون والخفيون في ان يجدوا أقرب وأحسن وأنفع من ذلك ليرجع العبد إلى طبيعة الفطرة التي فطر الله الناس عليها فلن يتوفقوا، إلا بامتثال أمر من خلق هذا المخلوق العجيب "الإنسان" وجعله خليفة، باستخلافه على هذه الأمانة والتنسيق بينه وبين سائر الكائنات والمكونات بجميل أفعاله وصدق أقواله وحسن أحواله... .

باختصار شديد: هذا هو الدين.. وهذه اهدافه.. وهذه مقاصده، فمن اختزله في ممارسات فعلية أو حصره في انواع من العبادات، فقد دل على الطاقة الدائمة التي تخرق الزمان والمكان بالمادة الفانية التي يحكمها الزمان والمكان.. فذلك عن قلة فهمه عن حقيقة الدين وجرأته على حكمة رب العالمين ومنهج سيد الأولين والآخرين..

فمن لم يجد (في نفسه كفاءة لهذا الاهتزاز الطبيعي الحقيقي.. الذي من المفروض ان يكون بالكلمة القرآن أو الأمر القرآن والنهي القرآن) فليجتهد بوسائل أخرى (فذلك من باب التطبيب، والقاعدة الفقهية تبيح المحضورات عند الضرورات) إن كان شعرا مؤثرا ودالا، أو كما قال الشلتوت بصحبة أوتار أو قيثارات... وكذلك في الوجد بالمديح والسماع وما إلى ذلك...

اما إن كان في حق الماديين الذين أصمهم العناد وأعماهم الابتعاد.. فليسمعوا إلى سنفونيات "موزار وشوبان" وليجلسوا لبعض حصص "اليوجا" فإنها أنفع لحين.. خير من أن يتركوا المادة تصطدم مع المادة فإن مصير ذلك التحطم..

وأود أن أختم بدلالة واحدة، لعل من يبحث فعلا عن المخرج النوراني، فإنه ورد في كتاب الله ما يدل على ذلك، وإن ترجمة كلمة (Vibration) التي هي "الاهتزاز".. فقد وجدت لها في القرآن أصلا.. ولها أنوار وأسرار..

قال تعالى في حق مريم عليها السلام: وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا.. لما حملته وانتبذت به مكانا قصيا، وجاءها المخاض إلى جدع النخلة... وجاء في الأثر أن النخلة كانت يابسة لا ورق فيها ولا ثمار، فأمر الله هنا في :"هزي " يمكن ان يكون حمله على وضع يد تصحبها حركة نفساء ضعيفة... ولكن من تأملها يجد انها انوار ربانية في الاهتزاز، فلو كانت ربما مثمرة على الأقل فتكون الحركة محصوبة ببركة فتساقط رطب جنية.. ولكن الأمر فيه أكثر من ذلك من أنوار تكثلت فيها وهي نور الهاء والزين والياي، وهي على التوالي: النفرة عن الضد، والصدق مع كل احد والخوف من الله عز وجل.. ومن تأمل هذه الأنوار يجدها ساطعة في وصف القرآن لمريم عليها السلام... إذن كانت طاقة اهتزاية، أحيت النخلة من حينها وأثمرت من وقتها وأسقت الرتب من نفسها في أقرب مكان تريده مريم عليها السلام..

ولما بحدت أكثر وجدت هذا الأس النوراني على اختلاف جذر الكلمة، وهو الهاء والزين.. وجاءت بأوجه متعددة هذه بعضها:

جاءت الأنوار بصيغة منكوسة في قوله تعالى: أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا.. فالشياطين لكي تفقد الإنسان اهتزازه الرباني تؤثر عليه بظلمات من جنس الاهتزاز، لكن بطريقة منتكسة وهي : تؤزهم.. وذلك أنها تفقدهم كمال الحواس الظاهرة (التاء) والموت في الحياة (الواو) ثم الصدق مع كل أحد (الزاي) والنفرة عن الضد (الهاء) ثم النفع والانتفاع (الميم)...

فتأمل معي هذا التدحرج السلوكي الذي يستدرج فيه الإنسان حتى يصبح لقمة سائغة للشيطان فيأزه أزا.. و "أزا" كذلك وصف للمأزوز، ووصفه أنه لا يسمع أمر الله، ويطمى سمعه وتعمى عينه، فلا ينفذ شيئا مما أوجدته الفطرة عليه ويسرته الطبيعة إليه.. هذا شيطان الإنس، ومقاسه على شيطان الجن..

ويوجد كذلك الأس (من الهاء والزين) في كثير من الكلمات القرآنية كقوله تعالى: ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوأَى أَنْ كَذَّبُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِئُونَ.. وقوله تعالى: يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ... والآيات كثيرة على هذا النحو، والهزؤ أو الاستهزاء هو انتكاس لهذه الأنوار الطاقية التي ترفع الإنسان في كتلته الطاقية عن الكتلة المادية، فيرقى في سماء العلم ويرتفع إلى ملكوت الفهم والحلم...

فمن كان يهمه أمر المعرفة فليقس الملموس على المحسوس، من الحركات الجسدية المعبرة عن النوايا الحسية، فإن في ذلك علم من العلوم المخزونة، ورد في كتاب الله تعالى بيانه، ودلت عليها ممارسات الرسول الكريم في الأقوال والأفعال والأحوال... وعليها كان الصحابة والتابعون والعلماء العاملون... وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.اهـ/.

0 Commentaire(s)

Poster un commentaire