الطب على الأنوار المحمدية

بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ

الملك الرب الإله القادر ذي العرش العظيم، أشهد أن لا إله إلا هو.. واحد في ملكه.. غالب على أمره.. رحيم بخلقه.. عدل في عطائه.. لا يُخذل من عليه اعتمد ، و لا يَضلُّ من عليه توكل.. و لي المؤمنين، بما هو منه لهم، (ٱللَّهُ وَلِيُّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ) و معيّ المتقين و المحسنين، بعلمه و حكمته معهم، (إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْ وَّٱلَّذِينَ هُم مُّحۡسِنُونَ ١٢٨)..

و أشهد أن سيدنا و حبيبنا و نور قلوبنا محمد ابن عبد الله، القائم بأمر الله، ما ضاق أمر أو التبس فَهمه أو انتُكس علمه إلا بإعراضنا على أنواره و إصرارنا عن البعد على أسراره..

اللهم صل على سيدنا محمد الذي انشقت منه الأنوار و انفلقت منه الأسرار و فيه ارتقت الحقائق، و تنزلت علوم سيدنا آدم فأعجز الخلائق، و له تضاءلت الفهوم فلم يدركه منا سابق و لا لاحق..

نستفتح ببسم الله، و نستعين بتوكلت على الله، و نقتبس ما ينير طريقنا من أنوار الرحمة المهداة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عالم الطب مرددين قول الله تعالى (إِن تَسۡتَفۡتِحُواْ فَقَدۡ جَآءَكُمُ ٱلۡفَتۡحُۖ) .. ليس لندعي الطب أو نفهم على الأطباء ولكن لننير لهم بعض ما لا يمكن تحصيله في كليات الطب وجامعاته ، نأخذ بين أيدينا أنوار الحبيب الطبيب نهديها للأطباء العقلاء ليستعينوا بها فيما يقف فيه الأطباء أحيانا وقوف المتحير الولهان، و كما يقال: رب طبيب أصاب و رب طبيب أخطأ، و لكن صحة المريض لا تقبل الخطأ، و المجتهد المصيب له أجران، حتى و إن لم يحرم من أجر واحد في الإخفاق و الخسران، فالأمر يتعلق بالغير و في ذلك زيادة في الأجر و الخير و في ذلك فليتنافس المتنافسون.. و أما قاعدة الحقيقة، فقوله تعالى و هو أصدق القائلين: (مَّا فَرَّطۡنَا فِي ٱلۡكِتَٰبِ مِن شَيۡءٖۚ)...

فالمفروض أن نجد في كتاب الله (و نحن في مادة الطب) ما يقوّم جميع أبحاث الباحثين و تخصص المتخصصين في كل المناحي و النواحي، و إن لم نجد فذلك بتقصير علمائنا، أما كتاب الله ففيه ما يحتاجه كل باحث في الطب و كل متخصص فيه، و إلا فلسنا بحاجة إلى كتاب ناقص، و نرد قول القائل على الهوى في تأويل قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أنتم أعلم بشؤون دنياكم )..

أما نور الحديث فموجه لأمر الدنيا الدنيوية، أما حقيقتها فهي مطيتنا إلى الآخرة فكيف يغفل عنها رسول البرية و الحق يقول فيه: (وَمَآ أَرۡسَلۡنَٰكَ إِلَّا رَحۡمَةٗ لِّلۡعَٰلَمِينَ) ..

لا أريد أن أطيل في البداية و إن مبحثنا في التخصص الطبي بما فوق التخصصات العادية، والمعنى أن ما عرفه أهل المادة بالتقنيات الهائلة و التجارب المكررة مجهود جبار و درب من الحرث يثاب صاحبه بعدل الله تعالى بدليل قوله سبحانه (مَن كَانَ يُرِيدُ حَرۡثَ ٱلۡأٓخِرَةِ نَزِدۡ لَهُۥ فِي حَرۡثِهِۦۖ وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرۡثَ ٱلدُّنۡيَا نُؤۡتِهِۦ مِنۡهَا وَمَا لَهُۥ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ ٢٠).. و الملاحظ أن الطب في الدول العربية و الإسلامية أصبح يعتمد كل شيء و من كل الجهات إلا الرجوع إلى التراث الإيماني و الإحساني بل و حتى الإسلامي، و لا أريد أن أنبش في أطلال تاريخ الطب العربي، و كما يقال : ليس الفتى من يقول كان أبي و لكن الفتى من يقول ها أنا ذا..

فحتى بعض من أثر الرسول صلى الله عليه و سلم لم تعد نهُجا حضرية في الطب و نبذناها حتى زكى لنا غير المسلمين بعضا منها كالحجامة أو شربة عسل أو كية بنار كما ورد في أثره صلى الله عليه وسلم.. أما الطامة الكبرى فكل ما ورد في كتاب الله و بينت له سنة سيدنا رسول الله لم يُعتنَ به إلى الآن في عصر تنافست فيه العلوم و أصبح العالم أحوج ما يكون إلى التركيز فيه و التبيين له..

و هذا لا يدل أن عالم الطب في العالم مقصر في شيء، أو أن لأي أحد أن يحشر نفسه بغير علم في تخصص من أدق التخصصات و أعلاها، و لكن التنبيه كل التنبيه إلى كل علم لم تراع فيه قواعد الحقيقة فهو أبتر حتى و إن كثرت شعبه و دقت آلياته، فكل علم إنما هو من العليم الحكيم، فإن لم تراع أسس العلم بمعرفة حقيقة العليم و قواعد الحكمة بمعرفة الحكيم الكريم فإن الحقيقة تُكذب كل من لم يكن على حق و لو بعد حين، و هذه قواعد الطبيعة الحقيقية و الحقيقة الطبيعية..

فأملي في الله و ثقتي بأنوار الحبيب رسول الله، أن يُعزز البحث بمجموعة مباركة من الصالحين، و نعمل سويا على تركيز مادة البحث انطلاقا من أنوار الحبيب الطبيب صلى الله عليه وسلم، فبعد مادة البحث و السرد سوف أطرح المادة التي يجب البحث فيها حسب التخصص الطبي في كل المجالات حسب ما سيأتي بفضل الله و حسن توفيقه، و سوف أضعه في إطار مخصص.. و إن كان الموضوع يشترط فيه التوضيح فأضطر إلى بسط المواضيع قدر الإمكان حتى تعم الفائدة..

 

0 Commentaire(s)

Poster un commentaire