تنشيط الوساطة العصبية:

من المعلوم أن الجهاز العصبي له وسطاء، وهي الناقلة للحركة أو المعلومة وتسمى (médiateurs de neurones) وهي مثل الدوبامين (Dopamine)، ومن المعلوم أن النقص من هذه المادة يمكن أن باب أسباب مرض البركينسون (Parkinson)، ومن فهم أكثر على هذه المواد التي تعتبر البريد العصبي بامتياز، يمكن له أن يعرف أكثر على فوائد الحجامة كمادة طبية وما يمكن أن يرافقها من مستلزمات نفسية وسوف نتطرق إلى بعض من هذا لاحقا..

ومن علم هذا وكان له إلمام بعلم الأمراض (الباثولوجيا الطبية pathologie médicale)، وهذا ما تفتقره على الأقل إلى الآن، (ربما ذلك راجع إلى ضغوط الالتزامات التي تثقل كاهل الأطباء، أو خوفهم على رخصهم المهنية، أو انفتاحهم على عالم الأدوية والأجهزة وجهلهم بما سواها...) فلو تكثفت الجهود في البحث على مادة الحجامة، لوُجد للمواطن مخارج بدل واحد، وتنقص التكاليف ويرجع الفرد إلى عطائه الطبيعي ويريح أسرته ومحيطه وبلده... .

والكل يعلم الآن كيف فرض الطب الصيني نفسه على العالم، ولو كان لا يزال يحسب "طبا مرافقا أو تكميليا" إلا أنه غزى جميع بلدان العالم، والأطباء يقصدونه في أغراضهم الشخصية وينصحون مراضاهم به من وراء الكواليس، وكذلك الطب الهندي (أيويرفيدا Ayurveda) وهو إن شئت قلت طب عقيدته فاسدة بالمرة، ولكنه ينبه إلى التوجه إلى الطبيعة والتحرر من منغصات الحياة المادية، فلا توجد دولة أو مدينة في العالم الغربي لم تفتح له على الأقل بابا...

ومن بحث في العالم الغربي يجد كذلك الطب الإفريقي أو الأمازوني الشماني (Shamanisme) الذي هو محض السحر والكهانة واستعمال الجن والشياطين بأسفل الطرق والمناهج...

نقول كل هذا لعل هِمما تفيق من سباتها على المستوى العربي أو الديني أو الإسلامي، وتفكر مليا في إنشاء خلية طبية متخصصة، يكون لها إلمام بحقيقة الدين، فإن لم يكن في الدين شفاء من كل داء وجواب لكل سؤال، فلماذا يصلح هذا الدين ؟؟ والحق يقول: وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ.. وقال تعالى عن القرآن: قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ.. ويقول سبحان ربي: مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ..

فلم أخرج عن الموضوع، وإن كان "طب الحجامة" ويصح أن يكون هذا الاسم، إذا كان الطب الهندي والصيني يعتبر طبا ومتعرفا به في الأوساط الطبية، وتعترف به كذلك منظمة الصحية العالمية، فإنه يوجد طب في الإسلام، قائم بذاته متكامل بتوعاته، وهو في الواقع طب حقيقي ومتكامل، إنما أغفلته التخصصات وشردت عنه الهمم، ودخل فيه الدجل حتى نفرته النفوس، ولا يزال الأمر على ما هو عليه إلى الآن، وسوف نجعل له نصيبا من التوجيه العلمي في آخر هذا البحث إن جاد الكريم..

وقد كان لبعض الدول قدم السبق في طب الحجامة بعد أن رجع بها الطب الصيني إلى حضيرة النفع، إلا انه ومع الأسف الشديد أن الدول التي اعتنت بالحجامة لم تكن دولا إسلامية ولا حتى عربية، والأبحاث الغربية التي كانت فيه تصل إلى درجة العالمية أذكر منها على الخصوص كتاب الألماني: "الحجامة أسلوب علاجي مجرب" ودراسته الطويلة و القيمة (الفصد والحجامة) والآن تدرس في كليات الطب وقد سبق ذكر هذا سابقا..

من الدول العربية والإسلامية التي اعتنت بالحاجمة: الأردن على يد أطباء باحثين، وسوريا عجل الله فرجها كذلك، ولا يكاد يغيب طب الحجامة في كل الدول العربية الإسلامية كدول الخليج، وكذلك في المغرب العربي إلا أن الأبحاث فيه لا تزال تفتقر إلى رجال وكفاءات.. بخلاف فريق طبي سوري، مكون من حوالي عشرين طبيباً واختصاصياً، كان له قدم السبق في دراسة مخبرية وسريرية في عام 2000م على 330شخصاً وكذلك في عام 2001م على 300 حالة فكان ملخص النتائج من الأهمية بمكان كما يذكر صاحب كتاب الحجامة، وهي كما يلي:

* اعتدال الضغط والنبض حيث أصبح طبيعياً بعد الحجامة بكل الحالات، ففي حالات ارتفاع الضغط انخفض إلى الحدود الطبيعية وفي حالة انخفاضه ارتفع إلى الحدود الطبيعية..

* ارتفاع عدد كريات الدم البيضاء (leucocyte) في 60% من الحالات وضمن الحدود الطبيعية.. وهذا إنما يدل على أن المناعة في الشخص أصبحت مرتفعة، لأنها مهمة كريات الدم البيضاء..

* انخفاض نسبة السكر بالدم عند 83.75% من الحالات، وباقي الحالات بقيت ضمن الحدود الطبيعية.. فإذا ارتفعت نسبة السكر في الدم فهذا دليل على نقص إفرازات هرمون الأنسولين الذي يفرزه الطحال (البنكرياس) (pancréas) أو عدم فعاليته أو هما معا..

*انخفضت نسبة السكر في الدم عند الأشخاص الذين يعانون من مرض السكري في 92.5% من الحالات.. فإذا انخفض السكر في الدم فدليل على إصلاح إحدى الحالتين أو هما معا..

* انخفاض كمية الكرياتينين (créatinine) في الدم لــ 66.66% من الحالات.. وهي النفايات الأيضية (déchet métabolique) يخلفها الجسم، إذا كان خلل في الكلي فإنها تُبقى مخلفات منه في الدم والبول، فإذا انتقصت فهذا دليل على الكليتين يعملان بصفة منتظمة..

* ارتفاع كمية الكرياتينين في دم الحجامة بكل الحالات.أي أن الدم المحجوم كان به الكثير من الشوارد..

- انخفضت كمية الكرياتينين بالدم عند المصابين بارتفاعه بنسبة 78.57% من الحالات. .

* انخفضت كمية حمض البول (acide urique) في الدم لــــــ : 66.66% من الحالات.. وهو ناتج عن استقلاب الأغذية المتناولة خصوصا المنتجات الحيوانية، وحمض البول يتم تصريفه في البول عن طريق الكليتين، وارتفاعه لا يسبب المرض بشكل مباشر, ولكن عندما يصبح إرتفاع حمض البول مزمنا يمكن أن يتطور إلى داء النقرس، أو إرتفاع الضغط الشرياني, أمراض القلب والشرايين وحصى الكلى وحتى إلى الفشل الكلوي..

* انخفاض كمية حمض البول بالدم عند المصابين بارتفاعه بنسبة 73.68% من الحالات، وانخفاض كمية الحمض البولي بالحجامة تدل على نشاط الكلي وعملها المنتظم..

*انخفاض نسبة الكوليسترول في الدم بالنسبة لــ 81.9% من الحالات.. الكوليسترول هو دهون تنتقل في جميع أنحاء الجسم عن طريق الدم، وهي نواعان: كليسترول دموي طبيعي وهو الذي تفرزه الكبد (sécrété par le foie) والثاني هو كلسترول يتكون من الأغذية ذات الطبع الحيواني كاللحوم والذهون الحيوانية، يحتاج الجسم إلى نسبة معينة منه للعمل بشكل صحيح، ولهذه الذهون قناتين للتصريف في الجسد، جزء ويعتبر الثلث منها يأتي من التغذية، والثلثين الباقيين مما تفرزه الكبد التي تعتبر مخزنا له، هكذا ينتقل الكلام إلى الكلسترول الجيد والكلسترول السيء..

إذا سمعت القول عن الكلسترول الجيد (cholestérol HDL) فالأمر يتعلق بالكلسترول الزائد التي يصل إلى الكبد فيقع التخلص منه بالطريقة الطبيعية.. ونسبته الطبيعية 40 ملجم/دسلتر من الدم.

أما السيء أو الرديء (cholestérol LDL) فهو الذي يؤخذ من الكبد ويسري في الأعضاء على مجرى الدم، فإذا كثر فإنه يكون السبب في تكوين صفائح على مستوى الشرايين (plaques d'athérome dans les artères)، فيبدأ احتقانها شيئا فشيئا، مما يجعل صاحبه أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية.. ويجب ان تكون نسبة في الدم أقل من 10 ملجم/دسلتر..

*انخفضت نسبة الشحوم الثلاثية عند المصابين بارتفاعها بنسبة 75% من الحالات.. والشحوم أو الذهون الثلاثية (Triglyceride) هي ذهون (lipides) تماما كالكلسترول، بدونها لا يعمل الجسد، وهو ينتجها على مستوى الأمعاء الرقيقة وعلى مستوى الكبد عند تحويل السكر والكحول، فإذا اشتكى المريض من معاناته القلبية أو تصلب الشرايين أو نقص عمل الكلي، فأول ما يفعله الطبيب هو تحليل الدم لمعرفة نسبة الذهون الثلاثية والكلسترول.. ووجود الذهون الثلاثية بكثرة في الجسد تفتح أبواب مرض القلب والشرايين ... .

* وُجد في دم الحجامة عدد كريات الدم البيضاء عشر كميته في الدم الوريدي، وهذا يدل على أن الحجامة تحافظ على عناصر المناعة في الجسم..

* ووجدت الكريات الحمر في دم الحجامة من منطقة الكاهل كلها شاذة وغير طبيعية..

* وُجد ارتفاع مستوى الحديد وضمن الحدود الطبيعية في 66% من الحالات بعد عملية الحجامة..

* السعة الرابطة للحديد في دم الحجامة مرتفعة جداً إذ تراوحت ما بين 422 - 1057بينما هي في الدم الوريدي ما بين 250- 400، وهذا يدل على أن هنالك آلية تمنع خروج الحديد من شقوق الحجامة وتبقيه داخل الجسم ليساهم في بناء خلايا جديدة..

0 Commentaire(s)

Poster un commentaire