أما تنوير ذلك من الناحية العلمية..

عند دراسات الميكتنيزمات الفيسيولوجية التي من خلالها يتخابر القلب مع العقل ومع باقي الجسد من خلال طرح أسئلة مثل: لماذا يحس الناس الشعور بالحب (أو أي إحساس آخر) على مستوى القلب، وإن تباينت أصول الناس واختلفت جنسياتهم وانتماءاتهم ودياناتهم ؟ فكيف تؤثر هذه الإحساسات في القلب، والجهاز العصبي اللاإرادي والعقل، والأنظمة الهرمونية وحتى الجهاز المناعي؟؟؟ وكيف يحلل النظام المعلومة القلبية ويؤثر بها على نظام الجسد كله بما فيه العقل؟؟؟

وُجد من خلال الأبحاث أن القلب يتخابر مع العقل ومع باقي الجسد على مستويات ثلاث، وهناك أدلة علمية تؤكد ذلك.. منها أدلة على المستوى العصبي (من خلال تنقل النبضات العصبية) (par la transmission d'impulsions nerveuses).. وعلى المستوى البيوكيميائي (biochimique) من خلال الهرمونات والناقلات العصبية (par les hormones et les neurotransmetteurs).. وثالثا على المستوى الفيزيائي الحيوي (biophysique) من خلال موجات الضغط (par les ondes de pression)...

وهناك مؤشرات أخرى تدل على أن القلب يتخابر مع العقل ومع الجسد على مستوى رابع: هو مستوى طاقي (نشاط طاقي) (énergétique) من خلال تفاعلات المجال المغناطيسي (interactions du champ électromagnétique) ..

فالمشاعر الأساسية للقلب تؤثر على مستوى الفرعين (deux branches) من الجهاز العصبي اللاإرادي (système nerveux autonome)، وبذلك تقلص من سرعة الجهاز العصبي الودي (système nerveux sympathique)، هذا الفرع من الجهاز يسرع النبض ويصلب الأوعية الدموية ويهيج هرمون القلق، ويزيد في نشاط الجهاز العصبي السمبتاوي (augmentent l'activité du système nerveux parasympathique) وهو الفرع الذي يبطئ من معدل ضربات القلب ويرتاح معه النظام الداخلي للجسم.. وهكذا يقع التوازن بين الفرعين والجهاز العصبي يتحسن، ويحصل الانسجام بينهما... وهذا الانسجام يحصل به تقلص في الاحتكاك الباطني (frictions) وارتداء الأعصاب (usure des nerfs) والأعضاء الباطنة..

فإذا اسقر الحال العصبي فإن الأحاسيس (كالخوف) تنقلب من سلبية إلى إيجابية (كالأمان والفرح به) وكل ذلك يحيل على الرحمة والمحبة والاطمئنان... فإن حصل ذلك يقلص الجهاز العصبي من إفراز هرمون الكورتيزون (cortisol)... وبما ان نفس هرمون السلائف (hormone précurseur) الذي منه يصنع الكورتيزون، وهو كذلك يصنع منه هرمون ضد الشيخوخة (DHEA) (l'hormone anti-vieillissement) والتي لا يبدأ نتاجها إلا بعض تقليض إنتاج الكورتيزون.. وباختصار هرمون (DHEA) له دور فعال في الوقاية والمحافظة والتجديد في كثيرمن الأنظمة داخل الجسد، وما عرف عنه أنه هرمون يقاوم الشيخوخة... .

فإذا استقر النور الأول من كلمة"يشفين" الذي هو الخوف من الله تعالى، فإنه يؤهل العقل والجهاز العصبي إلى الامتثال بالنور الثاني الذي هو: "القوة الكاملة في الانكماش"، وبه يكون التأثير على باقي أعضاء الجسد.. وينقلب الخوف أمنا والمرض عافية.. والسلوك بهذه الأنوار إنما هو تمكن في الدين قال تعالى: وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ.. وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا.. (ولا تكون العبادة الحقيقة ولا يتم التوحيد الحقيقي إلا بها وبغيرها من الأنوار) يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا.. (ومن انتكست فيه هذه الأنوار انتكس في حقيقة العبادة وصدق التوجه على قدر انتكاسه).. وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ..

3) النور الثالث من كلمة يشفين: هو الفاء، وله من الأنوار: الحمل للعلوم..

إذا توفق المريض في النورين السابقين فإنه يتأهل للنور الثالث الذي هو : الحمل للعلوم.. وإن كان يظهر أنه غير مطابق لمعلومات العصر وللثقافة الحالية، إلا أن له جذور في الحقيقة الطبيعية.. وقد سبقت الإشارة إلى وظائف العقل حسب مكوناته، وما سبق من الكلام على النور الأول والثاني أكبر دليل على أن العلم الحقيقي لا بد له من قلب سليم ثم عقل مؤهل، وقد سبق الاستدلال بقوله تعالى: وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ، لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا.. فحقيقة التفقه في العلم والدين والمعرفة أصلها من القلب وبسطها من العقل..

والتدبر الحقيقي الذي هو استغراق الفكر والتأمل في حقائق الأمر، الذي يبدو ظاهره محل عقل مجرد، فإن الحق سبحانه يقول فيه: أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا.. ومن شاء فليحل كلمة تدبر بجذورها في القرآن على الأنوار فإنه ينكشف المستور ويظهر له النور ...

فالنور فيه كلمتان: الحمل و العلوم.. ومعناه الاطلاع على العلوم لأنها كلها نافعة ومصدرها من العليم الحكيم.. والحمل معناه حفظه والمحافظة عليه، و لا يكون ذلك إلا بعد السعي والإدراك للعلم.. وهناك فرق بين التحميل والحمل.. فمن حُمّل العلم كان وبالا عليه،(وذلك الذي يسعى إليه في غير منبعه ويتحمله بغير انواره)... ومن حمل العلم كان له نورا قال تعالى: مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا..

وهذه المعضلة أصبحنا نجدها عند علماء الدين كما نجدها عند علماء الدنيا.. فمن تخصص في فرع من العلوم استغنى به عن باقي العلوم، فلا تكمل الخشية إلا بجمع العلم قال تعالى: إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ..

والعلم وعاؤه القلب، والعقل المنفرد لا يسعه (وقد سبقت تعليلات ذلك) قال تعالى: قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ..

وعكس النور: تضييع العلم.. ومن أكبر أسباب التضييع حمله في غير أوانيه، كمن أنكر الإحساس القلبي في النازلة العلمية أو البحث العلمي أو الاكتشاف في المسألة المعينة... فمن عطل القلب فيها واعتمد على العقل المجرد كان نصيبه من الاجتهاد وجهة مادية منفردة، وتكون مصلحتها موقوفة على ظهر منها، أو ما يتهيأ للناظر أنها منفعة... وحقيقة العلم أكبر من ذلك بكثير.. ومن فعل ذلك فقد ضيق على نفسه وغيره واسعا..

فالنور الثالث إن شئت قلت يعد للقلب شحنة باطنة ثالثة، فإن كانت لأساسات بناء القلب في النور الأول بالخوف التام من الله تعالى، فإنها في النور الثالث بمراجعة أساسات الخشية ومراقبة مكوناته للاحتفاظ عليها من التلف والتشويه، فمن صلحت بنيته ظهرت منفعته واستبانت مصلحته.. وهذا ما يظهر في النور الموالي:

4) النور الرابع هو الياء: وهو الخوف من الله تعالى..

وهو نفس النور الأول، وقد سبق الكلام عليه.. إلا انه هنا له مقصد مخصص، ومعناه الخوف من عدم التوفق في ترتيب الأنوار على التوالي (أو بلغة أدبية الحرص على تنفيذ وترتيب الأنوار) وهي الأنوار الثلاثة السابقة: الخوف من الله والقوة في الانكماش والحمل للعلوم...

فإن كان النور الأول: الخوف من الله.. هو بشكل إعادة برمجة القلب أو تعوده على الإحساس الإيجابي في الخوف وفي جميع الأحاسيس التي تنجم عنه، فإنه في النور الرابع وهو إعادة النور الأول: الخوف من الله.. فهو لتبليغ وتوصيل ما يحتاجه العقل وباقي الجسد.. والبحث العلمي يجزم بوضوح أن القلب بمثابة جهاز قوي الذكاء، يحلل حيزا كبيرا من المعلومات البيولوجية المستقلة عن العقل..

فالرسائل العصبية والكيميائية الحيوية والفيزيائية الحيوية والكهروميغناطيسية... التي تتولد في القلب ويبعثها إلى العقل وإلى باقي أعضاء الجسد، لها تأثير عميق على العمليات الفيسيولوجية للإنسان العقلية والعاطفية...

ويبقى علماء التخصص حيارى.. كيف تفتح شفرات هذه الرسائل حتى يكشف عن محتواها؟؟ وما هي الطريقة العلمية التي يكشف بها أو يقاس بها حتى تعرف اللغة القلبية؟؟ ماذا يقول؟ ومتى هذه المعلومة العصبية تؤثر على الوعي البشري؟؟ وما هو الوقت بالضبط؟؟؟؟

الحق كل الحق للعلماء أن يتساءلوا.. والسؤال مشروع حتى في أكثر من هذا.. فقد سأل نبي الله إبراهيم، قال تعالى: وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ..(فإذا كان السؤال بصدق ونية المعرفة فهو مشروع ومطلوب) .. قَالَ لَنْ تَرَانِي.. (ومعناه لن تقدر على ذلك، ولست مؤهلا له في تكوينك البشري) .. وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي..(فأراه الحق سبحانه مثالا ماديا بسيطا على ذلك) .. فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا.. (صعق من هول ما أراه الله من بعض المقارنات بين الخالق وجبل فقط) .. فَلَمَّا أَفَاقَ.. (من هول ما رأى وعظمة رب الأرض والسماوات العلى.. وأفاق كذلك من قلة علمه المسبقة بحقائق الأموار) قَالَ: سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ...

وهناك حقيقة أخرى في البحث العلمي الرباني كذلك على لسان أبينا إبراهيم قال تعالى: وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى؟ (والحق سبحانه وتعالى يبين لنا متى يصح هذا النوع من الأسئلة وما هي مشروعيته وما هي حدوده) ..قَالَ: أَوَلَمْ تُؤْمِنْ؟ (ومعناه أن مثل هذه الأسئلة إذا كانت قبل الإيمان فإنها تسبب تشويش ولكن إن كانت بعد الإيمان فإنها توصل إلى اليقين والإيقان) قَالَ بَلَى .. (إنني مؤمن بك يا رب كل الإيمان ولكني أريد أت أزداد إيمانا) ..وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي... (باقي الآية معروف، وفيه أسرار ما تدل عليه الآية علما وعملا... ولا يجوز الخوض فيه)..

فالجواب لعلماء التخصص أن الجواب عن كل أسئلتكم موجودة في كتاب الله تعالى و سنة رسوله صلى الله عليه وسلم.. لكنها موقوفة على فتح شفراتها، ووضع مناهج للبحث والاجتهاد فيه بمعية علماء المادة الجادين من المسلمين او غير المسلمين، وليس المقصود منه الكلام على الإعجاز العلمي في القرآن والسنة ولكن الأصل هو ترشيد العلوم حتى ينتفع بها الخصوص والعموم...

5) بقي لنا النور الأخير من كلمة يشفين.. الفاء: وله الفرح الكامل بالله..

الفرح هو شعور باطني بالرضا النفسي (لكي لا نقول الرضا الروحي) محله القلب وتأثيره على سائر أعضاء الجسد.. ونقيضه الحزن والترح.. ويتميز عن الإرضاءات الجسدية الأخرى كالمتع... والتي لا تؤثر إلا في جهة معينة من الوعي.. أما الفرح فهو ما يمهد بشكل إلى السعادة..

له تاريخ أدبي عريق .. وقيل عنه الكثير في الفلسفة وعلم النفس... .

أما ما يتعلق بموضوع بحثنا، وأنه سلوك قلبي وخاتمة أنوار الشفاء، لا بد من ذكر سليمه من سقيمه، وتوحيده والإشراك فيه تماما كما سبق البحث في النور الأول: الخوف من الله عز وجل.. وملخصه كما يلي:

لكي يعرف العبد كيف يحب الله لا بد أن يعرفه، وقال أحد الحكماء من عرف نفسه عرف ربه ومن عرف ربه عرف نفسه.. ولكي يعرف العبد ربه لا بد أن يكون به مؤمنا، و يبدأ بامتثال أوامره واجتناب نواهيه، ويتدرج في العلم أن كل ما أتى به الحق في الشرائع إنما نفع لك لا ضرر فيه، وما نهاك عنه هو ضرر لا نفع لك فيها.. وأنه سبحانه أجل وأعز ان تنفعه طاعتك أو تضره معصيتك.. واعلم أنه أكرم الأكرمين وأرحم الراحمين.. أكرمك بنعمة الإيجاد، ولم يقطع عنك أبدا أنعم الإمداد.. أذن وما أسمعها، وعين وما أبصرها، وحواس وما اتقنها، ونفس وما سواها.. ألهمها فجورها وتقواها... والماء والغذاء والهواء... والأصلية والنقاء والصفاء... وإن تعدو نعمة الله لا تحصوها..

فإن زدت الإحسان بطاعتك إحسانا كنت من المحسنين، وإن أسأت مع الإحسان إليك، وتبت ورجعت كنت من المقبولين... وفإن أحببت شرائع الإحسان كنت من المحبين، وأحببت رسول الخير الذي بلغها واتبعت نبي الرحمة الذي بيّنها، كنت من المحبوبين.. قال تعالى: قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ...

والفرح سلوك قلبي له حواجز مادية وعقبات إدراكية، من جهلها التبس عليه سلوك الحب والمحبة فجردها من جوهرها، ومن عرفها خرقها ووصل إلى ترياق الحب الذي لا يفنى، وكيمياء المحبة الذي لا تبلى.. يبقى بها المحب حبيبا ومحبوبا، وأزالت عنه الشوائب والمعائب والنوائب..

يقول السكندري في الحكم: الناس في ورود المنن على ثلاثة أقسام:

فرح بالمنن لا من حيث مهديها ومنشيها ولكن بوجود متعة فيها.. فهذا من الغافلين.. يصدق عليه قوله تعالى: حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً..

وفرح بالمنن من حيث أنها شهدها منّة ممن أرسلها ونعمة ممن أوصلها.. يصدق عليه قوله تعالى: قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ..

وفرح بالله.. ما شغله من المنن ظاهر متعتها ولا باطن منّتها.. بل شغله النظر إلى الله عمّا سواه، والجمع عليه فلا يشهد إلا إياه.. يصدق عليه قوله تعالى: قُلِ اللهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِى خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ... .

فالفرح بالله لا يكمل والعبد له أنس وفرح وسلوة بسواه.. وإن كان سلوك الفرح القلبي على اختلاف مشاربه له تأثير إيجابي على القلب (ونحن نتكلم في الطب السلوكي).. فإن طبع الفرح يؤثر بشكل معين، وعلى قدر انتقاء طباع الفرح يكون التأثير على القلب أنفع...

ومن أفضل أنواع الفرح: الفرح بالطاعات، والفرح بفرح المؤمن وسروره.. سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم، أي الأعمال أفضل؟ قال: إدخالك السرور على مؤمن أشبعت جوعته أو كسوت عورته أو قضيت له حاجة.. وعنه صلى الله عليه وسلم قال: أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله سرورٌ تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كُرْبَةً، أو تقضي عنه دَيْنًا، أو تطرد عنه جوعًا - وفي رواية جزَعًا - ولئن أمشي مع أخٍ لي في حاجةٍ أحبُّ إليّ من أن أعتكف في هذا المسجد شهرًا... ومن مشى مع أخيه في حاجةٍ حتى يُثبتها له ثبَّت الله قدمه يوم تزول الأقدام..

وأعلى درجات الفرح هي الفرح بالله تعالى.. فمن عرف الله لا يفرحه بسط زائل ولا يحزنه قبض طائل.. لأنه متأكد أن كل ما يأتي من الله هو خير لا شك فيه.. فكم من نعمة في طيها نقمة وكم من نقمة ليست في الواقع إلا محط عطاء ومكرمة ونعمة.. قال تعالى: فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ .. وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ .. كَلَّا... (الآية).

فإذا فرح القلب بالله استحال أن يكدره ما سواه، وانتقل العبد من أنوار الشفاء إلى حقيقة الشفاء..

 

0 Commentaire(s)

Poster un commentaire