استراحة معنوية في البارابسيكولوجيا:

لعلي عمقت بعض الشيء في هذا الطرح المتوالي للمعاني، وربما يجد القارئ بعض الصعوبات في صياغته الغريبة، فأوضح بعض ما تيسر منه وأبين له أصولا في العلم المادي لعله يجد مسلكا في نفوس الباحثين المسلمين (وغير المسلمين عموما)..

أتناول كلمة: ٱلشَّيۡطَٰنِۚ.. ووردت بأصول وفروع متعددة في كتاب الله تعالى، وكل لها ميزة معينة في شطن المؤمنين وصدهم عن سبيل الله وما انزل إليهم من الحق، وهذه الكلمة: ٱلشَّيۡطَٰنِۚ.. هي الأكثر شيوعا بأكدارها وغياب انوارها، وهي سلوكات ستة على حروف الكلمة، من توفرت فيه كان شيطانا حقا أيا كان انتماؤه وأصله وتنظيمة وهي كما يلي:

- عصيان أمر الله للألف بدل امتثال أمره واجتناب نهيه..

- هجر العلم الرباني في الشريعة والطريقة والحقيقة لحرف اللام، وخلق بدله مناهج مادية منها تستمد وعليها تستدل..

- التهور في الأمور والاندفاع في أخذ القرارات وفعلها، لحرف الشين، بدل الوقوف عند المحظور والممنوع ...

- الخوف من العقوبات والعواقب المادية، لحرف الياء، بدل الخوف من الله تعالى في الحقيقة المطلقة..

- الخبل وعدم التمييز في الأمور كلها، لحرف الطاء، بدل التمييز بين الخبيث والطيب..

- عصيان أمر الله في العمل بهذه الأنوار واعتماد اكدارها، لحرف الألف، بدل امتثال أمره واجتناب نهيه..

- الفرح بالنفس لكل ما أنجز والغرور بها، لحرف النون، بدل الفرح بالله الذي وفق وله الفضل والنعمة..

وهذا إن شئت قلت قانون الشيطنة، او آياتها، وهي هذه النجمة السداسية الأركان، من اجتمعت فيه كان شيطانا أخرص، لا ينفع معه صرف ولا عدل ولا نصيحة.. فيكون قد باع دينه بدنياه، وخسر الدنيا والآخرة، وخسر معه كل من رافقه أو جانسه أو قاربه.. إلا من ارتقت فيه هذه الأنوار الستة وكملت وهي: امتثال أمر الله، والعلم الكامل، والقوة الكاملة في الانكماش، والخوف من الله تعالى، والتمييز، وامتثال أمر الله بالأنوار، والفرح الكامل بالله.. وهؤلاء الذين قال الحق فيهم سبحانه: إِنَّ عِبَادِي لَيۡسَ لَكَ عَلَيۡهِمۡ سُلۡطَٰنٌ إِلَّا مَنِ ٱتَّبَعَكَ مِنَ ٱلۡغَاوِينَ ..

فالذين هم عباد الله حقا.. هم الذين تتوفر فيهم هذه الأنوار.. والذي أسقط شيئا منها فقد اتبع فيها الشيطان ويكون قد أغوي فيها بما غوى.. ويكون له من النسب الشيطاني بقدر ما له من نسب الانتماء السلوكي فيه...

فمن سره أن يجمع بين انوار هذه الحروف وانوار كلمة " عِبَادِي " فإنه يجد بينهما تجانس، والجمع بينهما يمهد لعلم تخصصي فريد من نوعه (ليس هذا وقته) ولكن لنعطي عليه مثالا حتى يتضح المقال كما يقال..

أعطى الرسول الكريم للمنافق علامات، قال صلى الله عليه وسلم من حديث ابن عمر كما رواه البخاري: قال : أربع من كن فيه كان منافقا ، ومن كانت خصلة منهن فيه كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها : من إذا حدث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا خاصم فجر ، وإذا عاهد غدر .. ومن حديث أبي هريرة: آية المنافق ثلاث : إذا حدث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا ائتمن خان..

ومن تأمل كلمة النفاق والمنافقين، يجدها كثيرة ومتعددة، تارة تكتب بالمحذوف في مُنَٰفِقُونَ أو ٱلۡمُنَٰفِقِينَ... وتارة بالألف الثابتة في: ٱلنِّفَاقِ أو نِفَاقٗا... فإنها كيف ما حلت في وصف فتلك أكدار الكلمة مشخصة لنوع النفاق المقترف.. أما أس الكلمة: فالنون والفاء والألف والقاف.. وللحروف من الأكدار ما يلي:

نكران فضل الله بدل الفرح بالله (حرف النون)، إضاعة العلوم وخيانتها بدل حملها وإيصالها إلى مقاصدها (ف)، عصيان أمر الله بدل امتثال أمره واجتناب نهيه (أ)، الطمس بدل البصيرة والتبصر (ق)..

فمن سره أن يدخل غمار العلم الرباني فليجمع بين انوار الحروف وبين ما بينه الرسول الكريم في آية المنافق الثلاث أو الأربع، فإنه يعرف مدى هذه الرحمة الربانية التي أرسلها للعالمين ونور هذا الرسول الكريم الذي بلغ عن رب العالمين...

ومن قال انه يكفينا الإيمان والتصديق بما ورد، ونؤمن حق الإيمان بما جاءنا من الحق، ولا ندخل لججا قد نصيب فيها وقد نخطئ، نقول له صدقت.. ولكن هذا العلم دخل ميدان التجربة منذ وجود الإنسان، وكان متداولا بين الخصوص.. أما الآن وقد دخل ميدان البحث والتجربة على يد الماديين من علماء النفس وما وراء النفس، وهو الآن تخصص يخضع له المسلم وغير المسلم.. لكنه بعيد كل البعد عن حقيقة العلم.. والعالم في حاجة إليه.. ومتوقف عليه!!!

لا بد إذن من النية والتصديق معززا بالبحث والتحقيق، لعل اللبس يرفع والضباب ينقشع والطريق توضح، للمؤمن الصادق ولمريد الله المخلص، فيقصد في مشيه ويغضض من صوته... وتسكن روحه في ذاته سكون المحبة والرضا والقبول، وما ذلك على الله بعزيز..

أما العلم المادي الذي يحذو حذوه في بعض الاستنتاجات (ولا مقاربة بين علم رباني وعلم مادي) فإن شئت قل فرع من فروعه المادية (تنقصه توجيهات سلوكية) هو علم "التخاطر في علم النفس" (parapsychologie) ...

علم النفس التخاطري أو التخاطر في علم النفس.. ويسمى كذلك خوارق اللاشعور: هو دراسة متعددة التخصصات باستخدام المنهج التجريبي على الظواهر التي من شأنها أن تلعب في النفس وتفاعلها خصوصا مع البيئة أو المحيط.. وتسمى هذه الظواهر ظواهر "بسي" (phénomènes Psi).. وهذا العلم هو والى تارخيا علم الظواهر النفسية (métapsychique) الذي كان يعتني بدراسة التنويم المغناطيسي (somnambulisme) والوسائط (médiums) في القرن التاسع عشر...

ويعتبر علم الخواطر اللاشعورية أو علم التخاطر النفسي حقل دراسات له خصوصيات في الجدل (تماما كما هو الشأن عندنا في الفرق والمذاهب الدينية) بل وحتى تسميته يطعن في صحة وجودها التأصيلي والانتمائي، ولو أن بعض الملاحظين يعتبرون أن العمل في هذا الميدان بين على كثير من الظواهر التي لا تجد تفسيرات من خلال ال"بسي"، لكن الآخرين يعترضون بالرجوع إلى القانون العلمي لهذا العلم: التخاطر النفسي أو خوارق اللاشعور... وعلى كل حال فهذا العلم يصدم بجبهات متعددة، خصوصا الماديين الذين يعتبرونه خرافيا ولا أصول له من الصحة..

وبشدة عداء الماديين له (وأكيد ان ذلك لوجود ثغرات في أدبياته العلمية "يجب أن ترمم "، او شبهات تعتريه "يجب أن تصحح أو تقوّم ") فإني وجدت في التعريف بالعلم في" ويكيبيديا" أن الساحر الأمريكي جيمس راندي (L'illusionniste américain, James Randi) والفيزيائي الحيوي الفرنسي هنري بروش (bio-physicien Henri Broch) والساحر جيرار ماجاكس (le magicien Gérard Majax) يسخرون من العلم وأهله في المنتديات والمحاضرات، ويتحدون أي أحد يثبت أو يدل على وجود أي ظاهرة من ظواهر "بسي" وأعطوا مليون دولار لمن يثبت ذلك ...

وانا أقول لهؤلاء الناكرين او لهؤلاء المؤيدين والباحثين فيه، او لأي مسلم باحث، يجبره البحث في الحقيقية الأصلية والطبيعة الربانية.. أقول لهؤلاء كلهم: أتحدى أي باحث يراجع ما ذكرته على انوار الحروف القرآنية ودلالاتها.. سواء في المادة السابقة (علم النفس الديني) أوهذه في (النظام الغذائي في القرآن والسنة، سواء في حلال الغذاء أو حرامه، والانعكاسات الطبية والنفسية على كل صنف بما يلزم وما هو مذكور) أو في الكتاب الأصل في الأنوار: (أنوار الحروف في ما هو مألوف، الجزء الأول والثاني.. وسيأتي أخر..) أو ما كتبته في (علاج السرطان).. أو (فيزياء الكم)...

أتحدى لمن يبحث بالطريقة التي أذكرها على السلوك الرباني النفسي ومدى علاقته بالنفس والمحيط القريب والبعيد، والمرئي (بالأجهزة الحديثة أو التجارب الحديثة) والمخفي عن كل معروف ومألوف ومجرب... (اللهم إن كانت هفوة قلم، بنقص فيها حرف أو تحرف كلمة.. ولكن الأصل أضمنه في كتاب انوار الحروف)... وأتحدى (ليس بالتحدي من قبل التحدي، ولكنه تحدي ليقف الباحث المسلم أو غير المسلم على حقائق كان من المفروض ان تكون في متناول الجميع...).

أما شرح الخلاف الحاصل بين الفريقين فهو غاية في البساطة:

الفريق المادي، له عقيدته المادية في كل شيء، وبنى عليها مراكز قراره واقتصاده وسياساته... فهو معذور، لأنه حبيس وسجين منهج، مفاتيحه في أيادي غيره، والطعن فيه يفتح أبواب خسائر مادية جسيمة وإفلاس سياسي كبير، فلا أحد يقبل بتحدي نزع يد الطاعة من "الفريق المادي"...

الفريق الثاني، وهم الباحثون في المادة العلمية، فإنهم لم ينطلقوا في البحث من أصول ثابتة في التأصيل العلمي، وإن ظهرت علامات وأمارات على صحة العلم وتأثيره المادي والنفسي، وشأنهم في ذلك شأن كل الأبحاث المادية المحظة الأخرى، فإذا ظهرت في الآفاق بوارق علم جديد، أو تجارب بينت على آثار جديدة في اكتشافات جديدة، إلا وتجاذبتها أيادي الاستغلال وشبكات المادة المشيطنة، حتى تجعل منها منهجا للكسب وطريقا للتنافس... وسرعان ما تداس تلك البوارق من المدد العلمي بأقدام المستغلين الماديين والشاطنين العابثين، فتنقلب ثمار العلم النافع الممدود إلى غبن وضرر متعمد ومقصود.. هذا الذي يحصل مع كل مدد علمي رباني (الذي لا ينتهي مع تطور الأزمان والأمكان) والذي له منهج الاستمرارية مع الإنسان وحياته، والحق فيه لكل حي، لكن النجاح فيه لا يكون إلا للخصوص (وهذا موضوع آخر يأتي وقته)..

أما بعض ما يقوم ويرشد توجهات الباحثين في العلم من حيث الاستنداد على أصول حقيقية في البحث أو الاعتماد على معطيات أصلية في التحقيق فإنه غاية في البساطة إذا تحرى العالم والباحث المصادر المعتمدة، وهي بعضها:

بدأ العلم كمادة للبحث العلمي في أواخر القرن التاسع عشر (وإن كان معلوما منذ أرسطو وأبو قراط.. كما تدل عليه النصوص التاريخية.. وانتقل مع كل حضارة ).. وهو الآن معتمد في كثير من الجامعات في العالم خصوصا في المملكة المتحدة، أذكر من بين الجامعات: جامعة إيدنبورغ (université Édimbourg) وجامعة نورتامبتن (université Northampton) في أنجلترا، وجامعة أوتريخت (université Utrecht) في هولندا، وجامعة لند (université Lund) في السويد، وجامعة بريستن (université Princeton) في أمريكا...

اعتمد العلم على خطين عريضين (والواقع أنه ولا واحد منهما يرقى إلى ذكره) وإلى بروتوكولات في البحث (بما أن البحث له أصل خاطئ، فلا تنفع التوجهات ولو كانت صحيحة)...

اما بعض المواضيع التي اعتمدها الباحثون (أو انجرفوا فيها) وكانت ضعف اليد التي أغتنمها المعارضون لهم هي مثل:

موضوع الأرواح (spiritisme) (أو استحضارها) والمقصود بها أرواح الموتى .. والجواب عنه أن هذا موضوع دجل ونصب واحتيال.. وحقيقته أن الروح إذا فارقت الجسد، يصبح بينها وبين العالم المادي "برزخا" كما ذكر القرآن الكريم قال تعالى في أرواح الموتى: وَمِن وَرَآئِهِم بَرۡزَخٌ إِلَىٰ يَوۡمِ يُبۡعَثُونَ...

والبرزخ في لغة التفسير هو الحاجز والمانع والعارض التي يفصل أرواح الأموات بالأحياء، وهو تفسير سليم وصحيح، لأن روح الحي في حجز الجسد الحي، فلا يمكن أن تلتقي بروح الميت التي تحررت تماما من حجز الجسد.. إلا إذا توافقت الظروف، وهي موت الحي أو نومه.. وذلك مصداق قوله تعالى: ٱللَّهُ يَتَوَفَّى ٱلۡأَنفُسَ حِينَ مَوۡتِهَا وَٱلَّتِي لَمۡ تَمُتۡ فِي مَنَامِهَاۖ فَيُمۡسِكُ ٱلَّتِي قَضَىٰ عَلَيۡهَا ٱلۡمَوۡتَ وَيُرۡسِلُ ٱلۡأُخۡرَىٰٓ إِلَىٰٓ أَجَلٖ مُّسَمًّىۚ.. وقد وقع بحث تخصصي في هذه الآية أسلم على إثرها "أليسون" الذي يبحث في موضوع ظهور الروح على رادار متخصص عند الذين يموتون أو ينامون (الموضوع معروف ولا داعي لإعادة الكلام فيه)... فإن رأى الحي الميت في نومه فيحتمل أن يكون ذلك صحيحا.. ولكن بعض الأشخاص لهم منعة في رأي الأرواح أو الظهور بها بعد الموت أو قبله، قال صلى الله عليه وسلم: من رآني في المنام فقد رآني فإن الشيطان لا يتمثل بي.. وفي رواية: لا يتخيل بي.. وفي رواية : فسيراني في اليقظة... وكل هذه الأحاديث صحيحة عليما ولها ما يبررها من الحجج العلمية (وسنبين ذلك)..

من هنا يظهر أن ما يرى في المنام يمكن أن يكون صحيحا، كما يمكن يمكن أن يكون تمثيلا (من الشيطان أو الجن أو غيره) أو تخيلا (من الشخص نفسه وذلك هو الوهم فقط) وذلك يدخل علم الرؤيا.. وهو علم مستقل بذاته، له أصول يجب أن تراعى، وهي من كتاب الله العظيم وسنة رسوله المصطفى الكريم.. مع الأسف الشديد لم يتكلم فيه أحد من العلماء صراحة بكلام موثق.. وتعتبر من العلوم الربانية، أما بعض الكتب التي ورثت من السلف الصالح، كابن سيرين وغيره، فإنها لا تتكلم على العلم ومبادئه وأصوله، إنما هي بعض الأوجه من تأويل الأحلام فقط.. وهذا موضوع آخر ليس هذا وقته، ربما نتطرق إليه منفردا..

أما كلامنا على أرواح الموتى، ومدى علاقتهم بالأحياء: فمعنى البرزخ، ليس هو ذلك السد المادي كما يتصوره من يجسد المعاني الربانية أو يجسمها حسب عقله البسيط ومعرفته السذجة (كما يفعل بعض من يتطاول على تفسير يد الله ووجه الله واستواء الرحمن على العرش...)، إنما هو سد معنوي تخصصي ليس في متناول العوام والعموم تخطيه.. أو هو بمثابة ذلك الغشاء المعبر عنه في فيزياء الكموم (Membrane) التي تمنع داخله من الخروج ومن هو خارجه الدخول إليه إلا بموجب ومؤهل.. وهذا الموجب هي انوار سلوكية شفرتها في ذات الكلمة "برزخ"..

وهذه ليست أفلام خيال علمي، ولكنه العلم الحقيقي بعينه:

فالباء: لها سكون الروح في الذات سكون المحبة والرضا والقبول..

والراء: لها حسن التجاوز..

والزين: له الصدق مع كل احد..

والخاء: لها الذوق للأنوار..

فمن توفرت فيه هذه الأنوار خرق الحجاب الذي هو فيه ودخل في برزح الأرواح حسب ما تطيقه ذاته، ويعرف منه ما شاء الله أن يعلمه كل حسب مؤهلاته الربانية وملكاته الإمدادية.. وإلا كيف صلى الرسول الكريم بالأنبياء والمرسلين إماما يوم إسرائه ؟ وكيف كلم الأنبياء كل في سماء؟ وكيف خاطب أهل بدر؟؟؟...

ولا يقتصر الأمر على النبي العظيم، ولا بعض من الصحابة المقربين والأولياء والصالحين، فقد أخبر صلى الله عليه وسلم أن بعض الحيوانات تسمع أصوات الأموات في قبورهم، وهذا لاحظه بعض الإخوان خصوصا عند البغال كما أن النبي الكريم، وبعض الحيوانات ترى الجن وقد لوحظ هذا مرارا، وكل الحيوانات تحس بالزلازل والبراكن والفيضانات!!!...

فإن كان من يريد البحث الجدي فهذه معطيات البحث.. وهي دقيقة ومحددة، والأنوار إليها لمن كان مؤمنا في حروف الكلمة، ومن لم يكن مؤمنا فله مع تحليل مؤهلات البغال والكلاب وباقي الحيونات ما يفي له بالغرض..

أما من هو العنصر الغريب في استحضار الأرواح؟ فالجواب كان شافيا في حديث النبي الكريم: (فإن الشيطان لا يتمثل بي)... فالشيطان له القدرة على فعل ذلك (بل كل الجن تقريبا يستطيعون فعل ذلك.. - وهو ممنوع تماما في قوانين الجن- وهذا لا يخفى على أهله)، لكن دهاء الشيطان يجعل صاحبه يبدأ بخرق العادة الإنسية ببعض الأفعال المخالفة للحقيقة والطبيعة، حتى يجيبه بجنس العمل: خرق العادة الجنية (التي هي: الظهرور بدل الاختفاء) كما يدل عليه معنى اسم: الجن في كتاب الله، ومعناه المخفي الذي لا يظهر (وهذا معلوم عند أهل اللغة)... وانوار الكلمة في حروفها، فلا يجوز قول أكثر مما ذكر خوفا تطفل المتطفلين...

أما سبب هذه الممارسات من غير المؤمنين، أو المتطفلين من الباحثين، فهي من عمل الشيطان.. ليضل به عن طريق الله قال تعالى: وَزَيَّنَ لَهُمُ ٱلشَّيۡطَٰنُ أَعۡمَٰلَهُمۡ فَصَدَّهُمۡ عَنِ ٱلسَّبِيلِ فَهُمۡ لَا يَهۡتَدُونَ .. وقال تعالى: وَكَانَ ٱلشَّيۡطَٰنُ لِلۡإِنسَٰنِ خَذُولٗا..

والأمور الأخرى التي وقع فيها البحث والتشهير، وطالتها أيادي اتهامات الماديين، ولم يستطع المدافعين عنها إثبات ما ادعوه أمام أعين المراقبين، كلها كانت أبحاث مغلوطة، وكلها تدخل في أعمال السحر والسيميا... وكلها دجل ونصب واحتيال من المنتحلين من جهة، ومن جهة أخرى كفر وسحر ومكر... كصرع الجن واستنطاق الأرواح أو عمل الخوارق التي لا تعرف لها أصول... فكثير من هذه الأعمال لها أهلها سواء الممارسين أو المحاربين لها ، وهذا ثابت منذ وجود الإنسان.. (وربما قد نتطرق لبعض انوارع الصرع، وإصابات الجن خلال هذا البحث إن دعت إليه الضرورة... ونبين فيه كل الوجه المحتملة مما يجهله الطب وعلم النفس وما فوق النفس، وكذلك الذي يجهله الممتهون له والمتطاولون عليه سواء بالادعاء او العداء...)

0 Commentaire(s)

Poster un commentaire