الحجامة الإسلامية الفعلية:

أود من خلال هذا البحث البسيط أن أفتح قوسا وأسلط بعض الضوء على ما يمكن أن يسمى: الحجامة الإسلامية.. والذي يمكن أن يكون فرعا من فروع طب لا يستغرب أحد من أن اسمه "الطب إسلامي"..

ربما قد يجد الكثير حساسية من هذا القول أو الطرح (والواقع أن البعض قد ولجه وقال فيه ما ليس منه)، والمحافظون (على الدين) قد يقول قائلهم لماذا نقحم كلمة الدين في شيء قد يصيب وقد يخطئ، كما كان تحفظهم على أبحاث "إعجاز القرآن والسنة" وهم خائفون انه قد تأتي نتائج عكسية فيُتّهم الإسلام بالتقصير بينما كان القائل بالرأي هو المقصر.. هذا كله كلام جميل لا يخلو من خوف زائد مبني على يقين غير راسخ.. ولنا ان نطرح السؤال:

هل الذي خلق الإنسان وقوّمه، وجعل له عقلا عاقلا وألهمه، وقلبا نابضا بالخير أفعمه.. ورزقه من الطيبات، وأخرج له من الثمرات... وفتح له باب الهداية قبل الشرود، وباب المغفرة والرجوع بعد الزلل، وباب الأمل بعد الملل... ، أليس الذي خلق هذا المشروع العلمي المتكامل في خلق الإنسان، الذي يعتبر أكبر إعجاز كوني رباني على وجه الأرض... .

لم ينزل له شفاء لمرضه، وعلاجا لسقمه؟؟؟ وهو سبحانه يقول على لسان خليله إبراهيم: وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ.. ويقول الرسول الكريم عليه أفضل الصلوات وأزكى التسليم: مَا أَنْزَلَ اللهُ دَاءً، إِلَّا قَدْ أَنْزَلَ لَهُ شِفَاءً، عَلِمَهُ مَنْ عَلِمَهُ، وَجَهِلَهُ مَنْ جَهِلَهُ..

فأما ما كان من بدهيات الإسلام والإيمان، أن يعرف المسلم ان الشفاء بيد الله من كل علة وسقم ومرض، وان الله تعالى أنزله في كتابه العظيم أو دل عليه في سنة رسوله المصطفى الكريم، إنما يجب تداوله على يد أخصائيين وأكفاء في التطبيب والتمريض والمعالجة والمباشرة، وله آليات يجب أن يُحسن تدبيرها من تقنيين وباحثين ومهندسين وخبراء... وهذا الذي توفق الكل في ترويج ما لديه إلا المسلمين الذين يتوفرون على كتاب أحكمت آياته وقرآن فصلت أنواره وأسراره، ورسول كريم يقول: مَا تَرَكْتُ شَيْئًا مِمَّا أَمَرَكُمُ اللَّهُ تَعَالَى بِهِ إِلا وَقَدْ أَمَرْتُكُمْ بِهِ ، وَلا تَرَكْتُ شَيْئًا مِمَّا نَهَاكُمْ عَنْهُ إِلا وَقَدْ نَهَيْتُكُمْ عَنْهُ..

وإذا سأل سائل لماذا لا أدخل مباشرة في الموضوع أقول له دعنا نستأنس بالدين في الطب وبالطب في الدين، فإنه والله لا يوجد بينهما تباعد ولا تنافر، والطب الحقيقي لا يكون إلا دينيا، والدين الحقيقي كله طب... ولنمر إلى الحجامة الفعلية، وأصلها من الأحاديث النبوية الشريفة، ثم نحللها على ضوء العلم والمعرفة لعل الله يفتح لنا بها ما ينفعنا وينفع المسلمين في صدق النية ولجميع المرضى، لأن الدواء كالغذاء، الحق فيه لكل حي كما قال الرسول الكريم: (في كلِّ كبد رطبة أجر)..

0 Commentaire(s)

Poster un commentaire