الكاهـــل:

هو ما يقابل شوكة الفقرة السابعة من العنق، ومن المعلوم ان العمود الفقري للإنسان يتكون من 24 فقرة (أو من 33 فقرة إذا اعتبرنا فقرات العجز والعصعص الملحومة (les vertèbres sacro-coccygiennes soudées)، وتنقسم طبيا إلى: 7 فقرات عنقية (7 vertèbres cervicales) و12 صدرية (12 thoraciques) و5 قطنية (5 lombaires) بالإضافة إلى 5 فقرات ملتصقة تسمى العجز و 4 تسمى العصعص (5 sacrées et 4 coccygiennes)، (انظر الصورة)..

فالكاهل هو الفقرة السابعة (الأخيرة من الفقرات العنقية) وعلامتها أنها تعلو الفقرات التي قبلها، وتسمى الفقرة البارزة (proéminente) وتوصف كذلك بالواسطة بين الفقرات العنقية والظهر..

ومن المعلوم أن الشرايين الفقرية (Les artères vertébrales) وعروقهم المكوكية (veines satellites) كلها تمر عبر الثقب المستعرضة للفقرات (les foramina transversaires) ما عدا الفقرة السابعة، وهي تحتوي على ثقب صغيرة بالنسبة للفقرات العنقية الأخرى، وفي بعض الأحيان تغيب تماما..

ومن المعلوم أن الشرايين الفقرية (artères vertébrales) هي شرايين نظامية تنقل الدم المزود بالأكسجين إلى الرأس وبالتالي إلى المخ..

فالحجامة على الكاهل (على حساب وظائف الأعضاء) تعني من جهة تنشيط الشريان الفقري الذي يزود المخ بالأكسجين دون أن يمسه بأذى من قريب أو من بعيد، لأنها الفقرة الوحيدة في الفقرات العنقية التي لا يمر منها هذا الشريان الذي يخرج مباشرة من شريان تحت الترقوة (artère sous clavier) والذي يخرج مباشرة من الشريان الوتين (الأورطي aorte) (انظر الصورة)..

فالحجامة على الكاهل تعني وصول الدم المحمل بالأكسجين إلى المخ وبالتالي إزالة الصداع والشقيقة (migraine) وكذلك إزالة آلام حواس الرأس حالا (السمع والبصر والشم) إذا كانت العلة من عدم وصول الأكسجين إلى الرأس، أما إذا كانت العلة موضعية فإنه يحصل تخفيف ملحوظ وتظهر العلة جلية للمريض وللطبيب معا فيسهل التعامل معها.. وتنشط الذاكرة وتزيد في الحفظ والفهم لإرتباط الشرايين الدماغية بنقطة الحجامة: الشريان الدماغي الأمامي والخلفي (artère cerebrale antérieur et postérieur).. وكذلك تنشيط الشرايين السباتية الداخلية والخارجية (artères carotides internes et externes)، ومن المعلوم أن الشريان السباتي يربط بين الصدر والعنق، فمن فوق العنق فإنه يمر على السمع والبصر ويصل إلى الدماغ لكي يكون الشريان القاعدي (le tronc basilaire) وكلها تتوزع على القشرة الدماغية من كل جهة (cortex cérébral) فافهم...

والحجامة على الكاهل تحد البصر لأنها تنشط العصب البصري (chiasma optique) والشريان العيني (artère ophtalmique)..

أما من جهة الصدر فإنها تلتقي مع العروق الأخدعية والشريان الأورطي من جهة ومن أخرى مع العصب المبهم (nerf pneumogastrique)، فلها علاقة بنصف الرئة الأيسر وبالمعدة وما يليهما فافهم...

اما في الطب الصيني فإن هذه المنطقة تغطي من 5 إلى 6 نقط من خط طاقة المثانة، وسوف نشرح اختلاف الأقوال بين الطب الصيني والطب التقليدي مع مرور البحث ونختم بحول الله بتفصيل مدقق..

وبالتالي فإن حجامة الكاهل تنفع في كل ما ذكر من آلام الرأس وفتح الحواس بوصول الأكسجين اليها وإلى المخ، كما تنفع جدا في أمراض الرئة والقلب، وكذلك أمراض العظام والغضاريف، وسوف نفصل في نهاية البحث بما يفيد مختلف الأمراض التي تخففها حجامة الكاهل.. وهنا تكون حجامة الكاهل: إذا وضعت خطا مستقيما على عظام الكتفين وخطا نازلا من القفا فإنهما يلتقيان على نقطة القفا، كما تبينها في الصورة..

فإذا رجعنا إلى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم من حديث أنس: (إحتجم النبي صلى الله عليه و آله و صحبه و سلم ثلاثا في الأخدعين و الكاهل) .. والمقصود به اثنين على الأخدعين وواحدة على الكاهل، ولو لم يكن في الحجامة إلا هذا الحديث لكفى طبا تخصصيا ووقاية دائمة..

0 Commentaire(s)

Poster un commentaire