الفصل الثاني - شُروط المعالِج والمعالَج

من المسلّم به أن الإلمام بأي أمر لا بد أن تحترم فيه الأطراف والمكونات، والحجامة موضوعنا ونعتبرها طِبا أساسيا، لحديث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: "خير ما تداويتم به الحجامة" وفي حديث آخر: أخبرني جبريل أن الحجم أنفع ما تداوى به الناس.. وإن كان الطب التقليدي يعتبرها من الطب المرافق فلأن الأطباء المسلمين لم يكونوا في المستوى المطلوب للبحث في أدبهم وتراثهم أو جوهر دينهم... .

ونحن نتكلم في الطب الإسلامي، وابتدأناه بالحجامة ليس اختيارا، ولكن لأنه ورد هكذا في الأحاديث النبوية الشريفة: من حديث ابْنِ عُمَرَ قَالَ : ... فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: الحجامة تزيد الحافظ حفظاً والعاقل عقلاً فاحتجموا على اسم الله ولا تحتجموا الخميس والجمعة والسبت والأحد واحتجموا يوم الاثنين والثلاثاء وما من جذامٍ ولا برصٍ إلا ينزل يوم الأربعاء.. وفي حديث آخر: الْحِجَامَةُ عَلَى الرِّيقِ أَمْثَلُ ، وَفِيهَا شِفَاءٌ وَبَرَكَةٌ ، وَيَزِيدُ فِي الْعَقْلِ ، وَيَزِيدُ الْحَافِظَ حِفْظًا ، فَاحْتَجِمُوا عَلَى اسْمِ اللَّهِ يَوْمَ الاثْنَيْنِ وَالثُّلاثَاءِ ...

فإذا أردنا ان نحلل الحديث الشريف من الناحية العلمية فإننا نجد له أطراف وضوابط لا بد أن وتُعلم وتُفهم ويُعمل بها لكي يُتحصل على الحجامة الحقيقية التي أوصت بها الملائكة الكرام رسول الرحمة ، ودل عليها وبين لها عليه أفضل الصلاة والسلام ليكون فيها: " شِفَاءٌ وَبَرَكَةٌ " كما ورد في الحديث الثاني..

فالطب التقليدي يعرف الشفاء من العلة العارضة، وهذا ما يسعى إليه المريض والطبيب على السواء، ولكن الحجامة بالشروط الربانية فيها: شفاء وبركة..

ولو أن كلمة : "شفاء " هي في ذاتها غير مضمونة في كل تدخل طبي، وإن كانت هي المطلوبة في كل تدخل وأي علاج، لأن معلوماتنا الربانية تعطينا قاعدة علمية في المرض والشفاء قال تعالى على لسان أبينا إبراهيم: "وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ".. وهذا إنما يدل على ان المرض يكون سببه العبد نفسه، والشفاء منه لا يكون إلا بمراد الحق سبحانه..

وهذا لم يغب عن الأدب الطبي في حديث الرسول الكريم حيث قال صلى الله عليه وسلم: "خير ما تداويتم به الحجامة" وفي حديث آخر: "إِنَّ أَفْضَلَ مَا تَدَاوَيْتُمْ بِهِ الْحِجَامَةُ وَالْقُسْطُ الْبَحْرِيُّ".. فجاءت الخيرية والأفضلية في هذين الحديثين في التداوي.. اما في الحديث الأول: الْحِجَامَةُ عَلَى الرِّيقِ أَمْثَلُ ، وَفِيهَا شِفَاءٌ وَبَرَكَةٌ... لم يقل النبي الكريم ان فيها الشفاء، ولكن قال: شفاء وبركة.. وقرن صلى الله عليه وسلم الشفاء والبركة بأسلوب الحجامة وشروط صحتها وكمالها.. وهي:

*الحجامة على الريق..

* الحجامة على اسم الله..

* الحجامة في أوقات معينة واجتناب أوقات معينة...

والذي نود الوقوف عليه وفيه الترياق العلمي في الشفاء والبركة هو: الحجامة على اسم الله.. لأن الشروط الأخرى كلها معروفة، فقط يجب الحرص عليها.. وإن كان في "أوقاتها" بعض التوضيحات فتأتي في أوانها...

0 Commentaire(s)

Poster un commentaire