أصول الإخراج النباتي في القرآن:

وبعد ما تطرقنا إلى أصول المدد الغذائي كما ورد في القرآن، نحاول أن نضع منهجا للبحث (لا يمكن أن يتناوله إلا المتخصصون عبر السنين)، ولكن نذكر من خلاله الطرح الرباني للمواد الغذائية حسب توزيعها في كتاب الله، ونحاول أن نستشف من خلال هذا الطرح ما يمكّن الإنسان من معرفةً أعمق لهذه الهبة الربانية، التي لا يمكن لحياة أن تستقيم إلا بمعرفة أسرارها وانوارها.. ولو أنه كان يجب أن يؤخذ تسلسل هذه الآية حسب ترتيب المصحف (لأنه كان بوحي الله وبأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم).. ونعمل هنا على بيان الخطوط العريضة للطرح فقط، وبالله التوفيق..

* قال تعالى في سورة يس الشريفة: وَءَايَةٞ لَّهُمُ ٱلۡأَرۡضُ ٱلۡمَيۡتَةُ أَحۡيَيۡنَٰهَا وَأَخۡرَجۡنَا مِنۡهَا حَبّٗا فَمِنۡهُ يَأۡكُلُونَ ٣٣.. فأول ما يستشف من الآية العظيمة أن أول ما خلق الله بعد ما أحيى الأرض بعد موتها، هو الحَب.. والحب هو نبت يفرز عند نضجه بحب (ويسمى كذلك البذر)، والمقصود منه إعادة إنبات العشبة الأم عند استوائها ونضج حبها، فتموت النبتة وتجف الحبة، ويمكن ان تخزن كما يمكن أن تستنبت في الموسم المقبل... فمن هذا الحب جعل الله للناس غذاء: فَمِنۡهُ يَأۡكُلُونَ.. فمنه ما اعتاده الإنسان وعرفه، وعليه عادة غذاء الناس، ومنه ما يستكشف نفعه مع التجارب فيدخل في قواميس التغذية... وكل حب منبوت في هذه الأرض الحية، إلا وفيه حكمة بالغة بالغة بالغة... .

وبعد نباتات الحب أوجدت أيادي القدرة نوع أرقى لحب أطيب وأحلى وأنفع، وهو النخيل والأعناب، والنخيل لا يعتبر شجرا عند علماء الزراعة لأنه ليس فيه خشب، وكذلك أبرزت أيادي القدرة شجير آخر: هو كرم العنب... وجعل الله منها جنات قال سبحانه: وَجَعَلۡنَا فِيهَا جَنَّٰتٖ مِّن نَّخِيلٖ وَأَعۡنَٰبٖ وَفَجَّرۡنَا فِيهَا مِنَ ٱلۡعُيُونِ ٣٤ لِيَأۡكُلُواْ مِن ثَمَرِهِۦ وَمَا عَمِلَتۡهُ أَيۡدِيهِمۡۚ أَفَلَا يَشۡكُرُونَ..

فأول نباتات الأرض كان الحب، وبعده بما شاء الله كانت النخيل، وبعده بما شاء الله كانت الأعناب...

0 Commentaire(s)

Poster un commentaire