آخر باب في الصرع:

أخرت هذا الباب عنوة لأنه الأكثر شيوعا بين الناس، ووقع فيه شطط كبير، والأسر المبتلاة تقف أمامه موقف المتحير الولهان بين التحسر على أفرادها المصابين وتشتيت المعلومة العلمية في الباب.. الطب النفسي يقول شيء، ويجزم أنه الصواب وغيره الدجل، وهم يرون شيء، ولمن يسأل يجد أشياء، والحالة التي عليها المريض شيء آخر، والمدعون يقولون ما لا يفهم ويدخلون المريض وأسرته في ما لا يظهر سقفه ولا يمكن حصره ولا تنتهي مفاجآته وعجائبه... .

وأنا أحاول أن أناقش هذا الباب من زاوية ثالثة، لعلها تخدم المريض وأسرته من جهة أو يستفيد منها الطب العرضي وهي جزء لا يتجزأ من الطب الإسلامي، وإني على يقين، لو اجتمعنا كل حسب تخصصه على هذه المعلومات التي سنناقشها سويا، وهي نابعة من بحث حقيقي لا نظريات فيه، ومراقبة سنين لا عبث فيها، ومعاشرة متخصصين في الحكمة الربانية لا هزل معهم، فإنه لا شك أن "الطبيب الإسلامي" ستكون له كلمة الفصل في الموضوع، الذي نشك أحيانا في سلامة قرار الطب العرضي فيه وموقفه منه...

أبدأ فيه من بدهيات الصرع، أو يمكن أن أسميه الصرع التقليدي، وهو عادة يصيب النساء أكثر من الرجال، ويؤثر بشدة على أصحاب أمزجة وطباع دون غيرهم...

أما الكلام عن الأمزجة والطبائع، فكان ديدن الأطباء دوما قصد التعرف على المريض وتشخيص المرض ووصف الدواء، منذ عرف الإنسان الطب.. إلا أنه نبذ في الطب العرضي وهمش تهميشا (لا أراه إلا مقصودا).. وهو موضوع يلزمه من الدقة والتخصص ما لا يسمح لنا به في هذا البحث البسيط.. أعرج عليه لكي تؤخذ نظرة على الأقل..

0 Commentaire(s)

Poster un commentaire