نظرية الفوضى (Théorie du chaos)

وتسمى كذلك نظرية الشواش أو علم اللامتوقع، وهي علم حسابي (mathématique) يدرس سلوك الأنظمة الديناميكية (المتحركة) التي لها حساسية مفرطة مع الظروف الأولية، هذه الظاهرة عادة ما تسمى تأثير جناح الفراشة من شدة حساسيته.. وهذه النظرية الكوتيكية هي أساس كثير من الأنظمة الطبيعية كحالة الطقس أو المناخ، ويمكن دراستها وتحليلها بالنماذج الرياضية الكوتيكية (modèles mathématiques chaotiques) أو التقنيات التحليلية والتطبيقات على منهج العالم الذي أنشأها "بوانكاري" (Poincaré) والتي لها طبيقات في مجال الأرصاد الجوية وعلم الاجتماع، والفيزياء، وعلوم الكمبيوتر، والهندسة، والاقتصاد، وعلم الأحياء والفلسفة (والمقصود بالفلسفة هي علوم الاعتقاد)...

أما استعارة "جناح الفراشة" أو أثر حركة جناح الفراشة فجاءت في سنة 1972 على يد لورنز (Lorenz) الذي عمل محاضرة بهذا العنوان: هل يمكن لحركة جناح فراشة في المكسيك أن تسبب إعصارا في المكسيك؟؟...

وهذه الاستعارة أصبحت رمزا للظواهر الحسية في الأمور الأولية، والتي تؤول بكونها السبب، أما الواقع والمعنى الدلالي أنها سبقت مثيلاتها، أو أعمال من جنسها بأعداد كبيرة حتى وقف الكيل على الذرة التي رجحت الميزان أو النقطة التي أفاضت الكأس كما يقال...

وهذا هو مقصدنا في البحث القرآني (أو في هذا النوع من البحث في القرآن) الذي يجب أن تكون له الأولوية بكل المعايير، لأنه يشخص وبكل دقة، المكونات الأساسية لكل تغيير طبيعي بناء على المتغيرات التي طرأت على هذا المحورالمتغير، الذي تدور الأمور به وعلى يديه.. وهو الإنسان، وإن كان هذا النوع من العلوم يبحث في الظواهر التي خرجت عن المألوف أو عن التداول الطبيعي للحياة العامة، فإنه في الواقع بحث في حقائق الأمور (إذا عرفها كيف نخلص من الفوضى إلى النظام أو من الخطأ إلى الصواب أو من الابتداع المهرطق إلى الاتباع المحقق.. (ولنرجع إلى قاعدة البيانات الموثقة في الآية الكريمة من كتاب الله العزيز الذي لا يأتيه الباطل)..

قال تعالى: فَكُلًّا أَخَذۡنَا بِذَنۢبِهِۦۖ فَمِنۡهُم مَّنۡ أَرۡسَلۡنَا عَلَيۡهِ حَاصِبٗا، وَمِنۡهُم مَّنۡ أَخَذَتۡهُ ٱلصَّيۡحَةُ ،،

أرسلت الصيحة على قوم ثمود وأهل مدين وأصحاب القرية (كما ورد عن أهل التفسير)، الذين قامت عليهم الحجة بما سألوا في أمر الناقة، وكذبوا صالحا ومن معه وهموا بهم، فأخذهم كان بالصيحة، وهي بلغة علمية صاعقة برقية أو رعدية يحملها القانون الصوتي، أو موجات ما فوق الصوتية أو ما تحت الصوتية، وتحملها الرياح أو الزلازل ... .

والمعلوم أن الإنسان العادي يسمع بأذنيه الذبذبات الصوتية من 20 هرتز إلى 20000 هرتز، أما الحروف الهجائية المنطوقة فهي بين 5000 و 8000 هرتز... والمقصود بالذبذبة الصوتية هو عدد التموجات الكاملة في الثانية الواحدة، وهو الذي يسمى الهرتز (Hz)..

أما في الفيزياء فيسمى الصوت الجهير (sons graves) هو الذي لا يتعدى 100 هرتز، والصوت المتوسط المدى (sons mediums) هو الذي يكون بين 500 و 3000 هرتز، والصوت الحاد (sons aigus) هو الذي تتعدى ذبذباته 3000 هرتز..

0 Commentaire(s)

Poster un commentaire