* حرف الميم:

إذا كان الميم يعتني بالبذل والعطاء والنفع، فالظاهر هو المتعلق به، وأقرب ما نجد إليه من جسد الإنسان هو الجهاز الهضمي.. ومن تأمل هذا الجهاز المعقد فقط من الوجهة الظاهرية (العضوية) يجده يبدأ من الفم ومركباته إلى أن ينتهي بالمخرج.. وبين النقطتين أجهزة، كل لها من الوظائف ما يخدم الإنسان في ما أنشئ له هذا الجهاز الرباني، الذي يحول الماء والغذاء إلى:

بروتينات (Protéines): هذه الجزيئات يجب أن تهضم بإنزيمات لكي ينفع امتصاصها من الدم، ومهمتها في إصلاح الأنسجة الخلوية... وأكبر عدد من عضمها وامتصاصها يكون على مستوى المعي الرقيق..

الذهون (Lipides) وتعتبر مصدر طاقة مهمة بالنسبة للجسد.. ويقع تحليلها في التجويف المعوي، والعصارة المرارية تعمل على تحويلها إلى الأحماض الذهنية والكلسترول... يمكن لهذه الجزيئات أن تخزنها خلايا الجدار المعوي، أو تحول إلى جزيئات أكبر وتوجه إلى القنوات اللمفاوية، ثم ترجع من خلالها إلى الدم الذي يحولها إلى مخزون الذهون في الجسم...

فيتامينات (vitamines): وهي مواد أخرى ذات أهمية تكون في الغذاء، وهي على قسمين حسب قدرة ذوبانها، في الماء كفيتامين B أو C، أو في الذهنيات كـــــ: Aو D وE وK..

الماء والأملاح (Eau et sels): كل ما يحصل امتصاصه من جدارالأمعاء هو ماء يحتوي على أملاح، كلها من الأغذية المتناولة وكذلك من العصارات المعدية التي يفرزها الجسم... .

كل هذه المواد وغيرها كثير من مركباتها الذي يعالج في الجهاز الهضمي ابتداء من اللسان مرورا بالمريء، ووصولا إلى المعدة.. حيث يعالج ويهيأ، فيمتص منه ما ينفع لكل عضو باطني آخر كالكبد والطحال والمرارة والكلي... وكل له مهمة للتخزين أو للتصفية أو للإدرار... أنظر الصورة التقريبية للجهاز الهضمي:

 

فإذا أردنا أن نتطرق بإيجاز شديد إلى بعض أمراض الجهاز الهضمي، فإننا نجد لائحة طويلة من الأمراض نذكر منها على سبيل المثال أبتداء من الإمساك (constipation) أو الإسهال (diarrhée) أو التهاب المعدة أو الأمعاء (gastro-entérite) أو حرقة المعدة (brûlures d’estomac)... إلى بعض الأمراض الأكثر خطورة كقرحة المعدة (ulcère) أو التهاب الكبد الفيروسي (hépatites) أو سرطان الكبد (cancer du foie) أو الحسابات المراية (lithiase biliaire) أو تضخم الطحال (Splénomégalie) أو إصابات أمراض الأمعاء كمرض الكروون...

كل هذه الأمراض وغيرها كثير يعمل الطب المعاصر على معالجة الأعراض فيها فقط، وإن كان فرع التحيلات الطبية يتقدم يوما بعد يوما، إلا انه لا يزال بعيدا عن التحليلات النفسية المعمقة، أو المسببات السلوكية المؤثرة على مسببات المرض كإفرازات العصارات المعدية او قوة الامتصاص من المعدة أو الأمعاء، وما هي المنغصات العصبية التي تؤثر على مستوى الهضم أو وظائف الكبد او الطحال أو المرارة أو الكلي....

وقد عرف في الطب أعراض مماثلة كمرض أعصاب المعدة مثلا، ويسمى كذلك العصب المبهم، (nerfs pneumogastriques)، وهو العصب الوحيد الذي ينشأ في الدماغ (وهو العصب القحفي العاشر) وينتهي في الجهاز الهضمي، وهو وسيلة جد مهمة في التنظيم الخضري (régulation végétative) وكذلك المراقبة الحسية للحنجرة، وبالتالي فهو عصب ينقل المعلومات الحركية والحسية والحسية الخضرية والسميتاوية الخاصة...

باختصار شديد، إذا ساء عمل العصب المبهم عند شخص ما فإنها تتولد عنده حساسية خاصة في الجهاز العصبي اللاإرادي فتنشأ عن ذلك أعراض مثل بطء القلب (bradycardie) والميل إلى الإغماء، والقلق، ويحصل له تعرق... ويكثر إفراز الريق (sécrétion excessive de salive) ويكثر إفراز الحامض الكروردريك في المعدة (hyperchlorhydrie) وتحصل له تشنجات (spasmes) والإسهال (diarrhée) واضطرابات في الجهاز التنفسي... وكثير من الأعراض كلها يمكن أن يكون سببها أي تغير طارئ على العصب المبهم..

أما الأسباب فلا أحد يزيد على تجنب القلق، والإجهاد، والإحباط... وتناول الطعام ببطء... وهذه السلوكيات التي هي موضوعنا وموضوع البحث السلوكي الذي له علاقة بأمراض الجهاز الهضمي.. وبالتالي بحرف الميم (الذكورية) يعني البذل والعطاء والكرم والاهتمام بما ينفع الناس..

فكما ان هذه السلوكات لها علاقة مباشرة بواسطة العصب المبهم.. فهلا بحثنا فيما يحفزه أكثر، وما يحفز تنظيم إفراز الريق وضبط الحوامض المعدية والإفرازات الأخرى... التي يعرفها الطب...

فهلا بحث أطباؤنا في هذا المنحى السلوكي للوقاية من أمراض الجهاز الهضمي عند الناس ؟؟

0 Commentaire(s)

Poster un commentaire