أورد عليك الوارد ليخرجك من سجن وجودك إلى فضاء شهودك.

أي إنما أورد عليك وارد الوصال، بعد أن أهب عليك نفحات الإقبال، ليخرجك من سجن رؤية وجودك إلى فضاء، أي اتساع شهودك بربك، فرؤية وجودك مانعة لك من شهود ربك، إذ محال أن تشهده و تشهد معه سواه، و وجودك ذنب لا يقاس به ذنب، و أنشد الجنيد:

و جودي أن أغيب عن الوجـود

بما يبدو علي من الشهــــود

فالفناء عن النفس و زوالها أصعب من الفناء عن الكون و هدمه، فمهما زالت النفس و هدمت، انهدم الكون و لم يبق له أثر، و قد يهدم الكون و تبقى في النفس بقية، فلذلك قدم الشيخ رق الأكوان على سجن وجود الإنسان، و الله تعالى أعلم.

 

الواردات أنوار القلوب

0 Commentaire(s)

Poster un commentaire