لا عمل أرجى للقلوب من عمل يغيب عنك شهوده و يحتقر عندك وجوده.

قلت هكذا في نسخة الشيخ بلفظة القلوب، و هي أوفق بالسياق، إذ الكلام كله في موت القلوب و حياتها، يعني أنه لا عمل أرجى لحياة القلوب، من عمل يكون بالله و لله، غائبا فيه عما سواه، غير ملاحظ فيه حظوظه و هواه، متبرئا فيه من حوله و قواه، فإذا أظهرته عليه القدرة، غاب عن شهوده و صغر في عينه صورة وجوده لما تجلى في قلبه من عظمة مولاه، فصغر عنده كل ما سواه، فمثل هذا العلم تحيى به القلوب، و تحيى بمشاهدة علام الغيوب، و هو روح اليقين، و هو حياة قلوب العارفين، فإذا أراد الله أن يتولى عبده أنهضه للعمل و صغره بين عينيه، فلا يزال جادا في عمل الجوارح حتى ينقله إلى عمل القلوب، فتستريح الجوارح من التعب، و لا يبقى إلا شهود العظمة مع الأدب، قال النهرجوري رحمه الله: من علامة من تولاه الله في أحواله، أن يشهد التقصير في إخلاصه، و الغفلة في أذكاره، و النقصان في صدقه، و الفتور في مجاهدته، و قلة المراعاة في فقره، فتكون جميع أحواله عنده غير مرضية، و يزداد فقرا إلى الله في قصده و سيره حتى يغنى عن كل شيء دونه..

 

علاقة الورد بالوارد

0 Commentaire(s)

Poster un commentaire