من علامات موت القلب، عدم الحزن على ما فاتك من الموبقات، و ترك الندم على ما فعلته من الزلات.

قلــت: موت القلب سببه ثلاثة أشياء، حب الدنيا، و الغفلة عن ذكر الله، و إرسال الجوارح في معصية الله، و سبب حياته ثلاثة أشياء: الزهد في الدنيا، و الاشتغال بذكر الله، و صحبة أولياء الله.. و علامة موته ثلاثة أشياء، عدم الحزن على ما فات من الطاعات، و ترك الندم على ما فعلت من الزلات، و صحبتك للغافلين الأموات، وذلك لأن صدور الطاعة من العبد عنوان السعادة، و صدور المعصية عنوان الشقاوة، فإن كان القلب حيا بالمعرفة و الإيمان، آلمه ما يوجب شقاوته، و أفرحه ما يوجب سعادته..

أو تقــول: صدور الطاعة من العبد علامة على رضا مولاه، و صدور المعصية علامة على غضبه، فالقلب الحي يحس بم يرضيه عند مولاه، فيفرح، و ما يسخطه عليه، فيحزن، و القلب الميت لا يحس بشيء، قد استوى عنده وجود الطاعة و المعصية، لا يفرح بطاعة و موافقة، و لا يحزن على زلة و معصية، كما هو شأن الميت في الحس، و في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال: " من سرته حسناته و ساءته سيئاته فهو مؤمن "

و قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: المؤمن يرى ذنوبه، كأنه في أصل جبل يخاف أن يقع عليه، و الفاجر يرى ذنوبه كذباب وقع على أنفه فقال به هكذا، فأطاره.

0 Commentaire(s)

Poster un commentaire