ذاكر ذكر ليستنير قلبه، فكان ذاكرا، و ذاكر استنار قلبه فكان ذاكرا، و الذي استوت أنواره و أذكاره فبذكره يهتدى و بنوره يقتدى.

    قلت فالذي ذكر ليستنير قلبه، هو الذي يسبق ذكره نوره، فهو من القوم الذين تسبق أذكارهم أنوارهم، و الذي استنار قلبه فكان ذاكرا هو الذي يسبق ذكره نوره، فهو من القوم الذين تسبق أنوارهم أذكارهم، و هم العارفون بالله، لا تجدهم إلا في حضرة الله بين ذكر أو فكرة أو نظرة أو إرشاد إلى الحضرة، فقلوبهم ممتلئة بالأنوار، و أرواحهم دائما في حضرة الأسرار.

   ثم إن وجود الذكر في الظاهر عنوان وجود الشهود في الباطن، إذ لولا وارد ما كان ورد، و هو الذي أبان بقوله:

 

0 Commentaire(s)

Poster un commentaire