كيف يحتجب الحق بشيء، و الذي يحتجب به هو فيه ظاهر و موجود حاضر.

قلـت: قد كرر الشيخ هذا المعنى في كتابه مرارا تحريضا على الجمع و تحذيرا من الفرق، فقد تقرر أن الحق تعالى ليس محجوبا بشيء، و لا يصح أن يحتجب بشيء إذ لو احتجب بشيء وجودي لكان ذلك من أثر قدرته، و قدرته لا تفارق ذاته، فالصفة لا تفارق الموصوف، فما ظهر شيء من بحر الجبروت إلا كان نورا من أنواره و أثرا من أثر صفاته، و قد قال صاحب العينية:

فأوصافـه و الاسم و الأثر الـذي          هو الكـون عيـن الذات و الله جامــع

   فلذلك تصور الشيخ من تصور الحجاب في حقه تعالى، مع أن كل ما يبرز من عنصر القدرة كله نور من نور ملكوته فائضا متدفقا من بحر جبروته، فتحققت الوحدة و انتفى الحجاب بالكلية، فكل موجود نور الحق فيه حاضر موجود.

   ثم إن الواردات هي الأحوال، و الأحوال نتائج الأحوال في الغالب، فلذلك ذكر الشيخ العمل، و أمرك ألا تتركه حيث لم تذق حلاوته و العمل منه ما يجد العامل ثمرته، و هو الحال و الحلاوة، و منه من لا يجد ثمرته عاجلا فلا ينبغي تركه، و لا ييأس من ثمرته و لا من قبوله كما أبان ذلك بقوله فيما يلي.

 

سر الوجد و الحضور في العمل

 

0 Commentaire(s)

Poster un commentaire