ربما وردت عليك الأنوار فوجدت القلب محشوا بصور الآثار فارتحلت من حيث نزلت.

   قلت: رُب هنا للتكثير، أي كثيرا ما ترد عليك أنوار المعاني لتخرجك من سجن الأواني، فتجد قلبك مملوءا بها، فتتركك في وسطها محجوبا بها.

   أو تقول: كثيرا ما ترد عليك أنوار الملكوت فتجد قلبك محشوا بظلمة الملك، فتتركك في ظلمة الكون.

   أو تقول: قد ترد عليك أنوار الجبروت فتجد قلبك محشوا بأنوار الملكوت فرحا بها قانعا ببهجتها، فتتركك واقفا معها، و تنادي عليك: القناعة من الله حرمان، الذي تطلب أمامك، و لو كان العلم ينتهي إلى حد محدود لم يقل الله تعالى لسيد العارفين:( و قل رب زدني علما).

   قال عليه الصلاة و السلام:" كل يوم لا أزداد فيه علما لا بورك لي في طلوع شمس ذلك اليوم" أو كما قال عليه السلام.

 فالمانع للقلب من دخول الأنوار هو وجود الأغيار كما أشار إلى ذلك بقوله:

0 Commentaire(s)

Poster un commentaire