لا ينبغي للسالك أن يعبر عن وارداته، فإن ذلك يقل عملها في قلبه و يمنعه وجود الصدق مع ربه.

   قلت: المريد في حال سيره مأمور بالكتمان لعلمه و عمله و حال وإرداته، فإفشاؤه لعلمه من قلة إخلاصه، و إفشاؤه لأحواله من قلة صدقه مع ربه، و أيضا، الأحوال تأتي من حضرة قهار، فتزعج القلوب خوفا و تقلقها شوقا، فإذا أفشى ذلك تبريدا لها و إطفاء لنورها، كمن غلت قدرته فصب فيها الماء البارد، فيطول عليه غليانها ثانيا، و لو قلل نارها و حركها لاستفاد إدامها، كذلك الواردات الإلهية، تفجأ القلوب لتحركها إلى النهوض إلى مولاها، فإذا أفشاها و ذكرها للناس قلّ عملها في قلبه، و دل على عدم صدقه فيها مع ربه.

   قلت: و من ذلك استعمال الأحوال التي تميت النفوس لا ينبغي إفشاؤها، فللنفس حظ في ذلك، لأنها مجبوله على حب المدح و الذكر الحسن و لو من الإخوان.. كثيرا ما ترى بعض الفقراء يذكرونها و يتبجحون بها و هو غير صواب، نعم إن كان يقتدى به، فيذكرها للاقتداء و لإنهاض الفقراء، فذلك حسن مع نية حسنة، و كثيرا ما تستعمل هذه الأحوال في حال السؤال، فلذلك ذكره بأثره، أو تقول: لما كان التعبير عن الواردات الإلهية مما يوجب الإقبال و التعظيم، فيؤدي ذلك إلى حال السؤال، فلذلك ذكره بأثره، أو تقول: لما كان التعبير عن الواردات الإلهية مما يوجب الإقبال و التعظيم، فيؤدي ذلك إلى العطاء فيحتاح في ذلك إلى آداب القبض، و هو ما يذكره الشيخ فيما يلي:

 

حكمة الأخذ من الناس و حكمه

0 Commentaire(s)

Poster un commentaire