تكون الأمة فردا..

أمة الخير والصلاح و الفلاح ما توفرت فيها الشروط الثلاث المذكورة، حتى لو كان من توفرت فيه الشروط فردا واحدا يسمى: "أمة" بدليل قوله تعالى: (إِنَّ إِبۡرَٰهِيمَ كَانَ أُمَّةٗ قَانِتٗا لِّلَّهِ حَنِيفٗا وَلَمۡ يَكُ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ) .. و عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( يبعث يوم القيامة زيد ابن عمر أمة على حدة) و ذلك أنه كان تبرأ من أديان المشركين وآمن بالله قبل مبعث سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم..

فالأمة سواء كانت فردا أو جماعة هي الضامنة لاستمرار الحياة، جاء في الموطأ و كذلك في سنن ابن ماجة حديثا ‏عن ‏ ‏أنس ‏ ‏قال: ‏ قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم: ‏(لا تقوم الساعة على أحد يقول الله الله)

يقول صاحب فتح الباري: ووجدت في هذا مناظرة لعقبة بن عامر ومحمد بن مسلمة، أخرج الحاكم من رواية عبد الرحمن بن شماسة أن عبد الله بن عمرو قال ( لا تقوم الساعة إلا على شرار الخلق هم شر من أهل الجاهلية)، فقال عقبة بن عامر: عبد الله أعلم ما يقول، وأما أنا فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على أمر الله ظاهرين لا يضرهم من خالفهم حتى تأتيهم الساعة وهم على ذلك) فقال عبد الله: أجل، ويبعث الله ريحا ريحها ريح المسك ومسها مس الحرير فلا تترك أحدا في قلبه مثقال حبة من إيمان إلا قبضته، ثم يبقى شرار الناس فعليهم تقوم الساعة، فعلى هذا فالمراد بقوله في حديث عقبة ( حتى تأتيهم الساعة )..

وعن فروة بن نوفل الأشجعي، قال: قال ابن مسعود: إن معاذا كان أُمَّة قانتا لله حنيفاً، فقلت في نفسي: غلط أبو عبد الرحمن، إنما قال الله تعالى:( إِنَّ إِبۡرَٰهِيمَ كَانَ أُمَّةٗ قَانِتٗا لِّلَّهِ) فقال: ولرسوله، وكذلك كان مُعاذ بن جبل يعلم الخير، وكان مطيعاً لله ولرسوله..

و عن مسروق قال: قرأت عند عبد الله هذه الآية (إِنَّ إِبۡرَٰهِيمَ كَانَ أُمَّةٗ قَانِتٗا لِّلَّهِ) فقال: كان معاذ أُمَّة قانتا، قال: هل تدري ما الأمَّة، الأُمَّة الذي يعلم الناس الخير، والقانت: الذي يطيع الله ورسوله..

يقول ابن عربي في الفرد الأمة: هو معلم الخير، فنرجو بما نورد من هذا العلم للناس: أن يكون حظي من تعليم الخير، وأن نقوم ونختص بأمر واحد من جانب الله، من العلم به مما لا نُشارَك فيه نقوم فيه مقام الأمة..

0 Commentaire(s)

Poster un commentaire