توضيح في ذكر بعض معاني الحركات و علاقتها بالحروف..

سبق أن ذكرنا أن لحركات الحروف أنوار كما أن للحروف أنوار

  • · فللفتح نور الرسالة..
  • · و للرفع نور القبض.. و كذلك السكون..
  • · و للكسر نور الآدمية ..

فلو فرضنا كلمة " شَهِــدَ " نقول:

أن الشين من حروف القبض و له من أنوار القبض القوة الكاملة في الانكماش، يعني في التوقف عند حقيقة الاقتضاء، و لكن حركته مفتوحة، و الفتح له من الأنوار الرسالة فيكون أن هذه القوة مدركَةٌ أو منفذها واحد من أنوار الرسالة السبعة سكون الروح أو العقل الكامل أو الموت في الحياة أو الصدق التام... .

و هكذا يكون القياس، فنور الحرف موضح كما هو الحرف، و لكن مدخله يكون فقط من نور الحركة التي يحملها و التي هي المدخل إلى النور، و مجموع الحروف في الكلمة يكون نورا سلوكيا نبويا، و الحروف فقط مقوماته و ميزانه يجب الوقوف عليها و المجاهدة من أجلها، و هذه صورة مبينة لذلك..

  • · فإذا ثبتت في الكلمة زيادة حرف فذلك يحسب على القبض، و النقصان يرجع للروح و حاصل ذلك يرجع إلى الكلمة لا إلى الحرف..
  • · وزيادة الكلمات ترجع الآية إلى نور الرسالة، ونقصانها للعلم.. هذا في اختلاف القراءة بزيادة الكلمات ونقصانها..
  • · والتقديم يحسب للآدمية، والتأخير للعلم.. هو كذلك في اختلاف القراءة بالتقديم والتأخير..
  • · و أما الحركات التي لا خلاف فيها مثل قوله تعالى :( ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ ٢ ) و قوله سبحانه (۞يَٰبَنِيٓ ءَادَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمۡ عِندَ كُلِّ مَسۡجِدٖ وَكُلُواْ وَٱشۡرَبُواْ وَلَا تُسۡرِفُوٓاْۚ إِنَّهُۥ لَا يُحِبُّ ٱلۡمُسۡرِفِينَ ٣١) كلها للبسط.

 

فإذا رجعنا إلى كلمة " شَهِدَ "..

* فالشين من حروف القبض و لها من الأنوار القوة الكاملة في الإنكماش، و الفتح من الرسالة و يجب أن يراعى من الأنوار السبعة ما يقوم به نور الشين و بذلك لا بد من الرجوع إلى موضع الآية و كل ما يتعلق بها..

1) فلو نظرنا إلى قوله تعالى: (حَتَّىٰٓ إِذَا مَا جَآءُوهَا شَهِدَ عَلَيۡهِمۡ سَمۡعُهُمۡ وَأَبۡصَٰرُهُمۡ وَجُلُودُهُم بِمَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ ٢٠ ) فالفتحة التي في الشين هنا تدل على نور الصدق مع كل أحد، فالجوارح تنطق بالحق بين يدي الله كما ورد في حديث مسلم فلا حاجة للإطالة..

2) و أما في قوله تعالى: (شَهِدَ ٱللَّهُ أَنَّهُۥ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ وَٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ وَأُوْلُواْ ٱلۡعِلۡمِ قَآئِمَۢا بِٱلۡقِسۡطِۚ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ ١٨) فالفتح الذي في الشين يكون على مقامات فيكون للسائرين المثابرين بالموت في الحياة، ويكون للمؤمنين السالكين في الطريق السكينة و الوقار أما لأهل الرسوخ فيكون بالفتح من الله العزيز القدير وهو المشاهدة الكاملة... وهذه أمثلة اجتهادية فقط يلزمها وضع قواعد لها حتى يتعلم العبد فهم حقيقة القرآن.. فلا يعرف الله إلا الله و شهادته سبحانه لجلال قدره بوحدانية ملكه و فردانية قدرته و علمه و حكمته و رحمته لا يسع معها إلا سكون ليس بعده سكون و توقير ليس فوقه وقار.. لأنه العزيز الجبار الواحد القهار..

3) و أما في قوله تعالى: " فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ ٱلشَّهۡرَ فَلۡيَصُمۡهُۖ" من المشاهدة الكاملة الحسية صدقا و عدلا.. ويمكن أن تكون الصدق مع كل أحد.. لأن الأمر يتعلق فيه بوقت عبادة ملزمة...

و الهاء من حروف القبض و لها النفرة عن الضد.. و الكسر من الآدمية فله:

* في الآية الأولى كمال الحواس الباطنة، لأن الحياة حياة الآخرة، و الحق سبحانه يقول: وَلَعَذَابُ ٱلۡأٓخِرَةِ
أَشَدُّ وَأَبۡقَىٰٓ ١٢٧
) و المعنى أشد من عذاب الدنيا و من عذاب القبر فمن لم يدرك إحساس الحواس الباطنة في الدنيا بالإيمان أدركها بالعذاب يوم الامتحان..

* و في الأية الثانية كسر الهاء من كمال الخلق الباطن..

* و في الثالثة من كمال الحواس الظاهرة..

و أما الدال فمن حروف الروح و له من الأنوار الطهارة و الفتح من أنوار الرسالة فيكون له..

* في الآية الأولى المشاهدة الكاملة..

* و في الثانية السكينة و الوقار بين يدي الواحد القهار..

* و في الثالثة كمال العقل..

و هكذا يكون القياس و هذا رسم يبين الأنوار بالتقريب على وجهها الظاهر..

و هذه الكلمة بالحركات على أنور الآية الكريمة: " شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ "

شَــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــهِـــــــــــــــــــــــــــــدَ

الشين من حروف القبض.. ونورها القوة الكاملة في الانكماش

الهاء من حروف القبض.. ولها من الأنوار النفرة عن الضد

 

الدال من حروف الروح ولها الطهارة الكاملة

 

نور الحركات:

فتح الشين من الرسالة، وله هنا القوة الكاملة في الانكماش، وهو مدخل الشين..

كسر الهاء من الآدمية، وله من الأنوار كمال الخلق الباطن وهو مدخل الهاء..

فتح الدال من الرسالة، وله من الأنوار السكينة والوقار، وهو مدخل الدال...

 

هذا على العموم كيفية تركيب الأنوار على الكلمة مع حركاتها...

 

0 Commentaire(s)

Poster un commentaire