توسيع في قراءة أنوار الحروف..

بيان في استبدال الألف

نجد في أكثر من موضع أن بعض الحروف استبدلت بغيرها في الرسم مع المحافظة بصيغة النطق، و السر في ذلك أن حكم النطق بصيغة العرب و ثبوت الحرف: نور و سلوك .. كما هو الشأن في كلمة الصلاة بل نور الحرف الحبيبي في كلمة (ٱلصَّلَوٰةَ) كما وردت في كتاب الله حيث ما وجدت، فما السر في ثبوت الواو بدل الألف..

"الصلاة عماد الدين" كما قال صلى الله عليه و سلم ، من أقامها فقد أقام الدين و من هدمها فقد هدم الدين، و قال صلى الله عليه و سلم: بين الرجل و الكفر ترك الصلاة، و قال عليه أفضل الصلوات و أزكى السلام: و جعلت قرة عيني في الصلاة.. و لو قال سيدي و حبيبي و نور قلبي (بالصلاة) لما كان لغيره فيها نصيب و لكنه الحبيب الطبيب قال في الصلاة، فهي عهد بين العبد و بين السميع المجيب.. فمن كان على نهجة و محجته كان له بقدر القرب شِرب و نصيب، فاللهم صل على هذا النبي الحبيب..

قال تعالى: (ٱلَّذِينَ إِن مَّكَّنَّٰهُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ أَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَوُاْ ٱلزَّكَوٰةَ وَأَمَرُواْ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَنَهَوۡاْ عَنِ ٱلۡمُنكَرِۗ
وَلِلَّهِ عَٰقِبَةُ ٱلۡأُمُورِ ٤١
) الحج..

فالتمكين معناه كل تمكين و أي تمكين، فمن تمكن على دولة أو وزارة أو إدارة أو مدينة أو حي أو أفراد.. قليلون أو كثر.. أو عائلة كبيرة أو صغير، فالحق هو الذي مكنه، فالمطلوب: إقامة الصلاة بمجرد التمكين، و بعدها إتيان الزكاة و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر.. و مراعاة الترتيب في هذا..

روي عن عبد العزيز بن روادة، قال:

سمعت الزهري يقول: دخلت على أنس بن مالك بدمشق و هو يبكي، فقلت له ما يبكيك؟..

قال: لا أعرف شيئا مما أدركت إلا هذه الصلاة، و هذه الصلاة قد ضيعــت.

و كتب عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه إلى عماله: إن أهم أموركم عندي الصلاة، فمن حفظها و حافظ عليها، فهو لما سواها أحفظ، و من ضيعها، فهو لما سواها أضيع.

و كلمة (الصلوة) جاءت في كتاب الله في 58 موقعا بينما جاءت كلمة (الزكوة) فقط 26 مرة، بينما كلمة (الحج) فقط سبع مرات..

و قال صلى الله عليه و سلم: " الصلاة عماد الدين، من أقامها فقد أقام الدين، و من هدمها فقد هدم الدين"..

كل يعلم أن الصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام، و كل يعلم أنها جاءت تحقيقا في كتاب الله و شرعتها سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم..

و التشريع النبوي جاء ظاهره ظاهرا في ما تراه العين في الاستعداد إليها من وضوئها و استقبال القبلة فيها، و كذلك ركوعها و سجودها و سننها و مبطلاتها و ما إلى ذلك.. و كذلك وردت في التشريع النبوي ما يرفع المعنويات فيها من الاطمئنان و السكون فيها و شرب الأنوار و السقي بالأسرار فيها، و لكن ليس بما تحسه الجوارح الظاهرة و تراه العينان، و لكن بما تطمئن إليه الجوارح الباطنة و يحسه الوجدان..

فبما أنه لم يكن فرق بين العلماء على اختلاف مشاربهم في أركانها و شروطها و مبطلاتها كذلك يجب ألا يكون فرق بينهم في معرفة الرسوخ فيها، و بيان معوقات الحضور فيها، فبما أن جانب الظاهر طغى في التشريع المحمدي فإن سر الرسوخ و العلم غاب بغياب الجانب الذوقي و الإحساسي و الوجداني..

و إذا قال قائل اختلاف العلماء رحمة، نقول له أن الاختلاف كان في الفرع و لم يكن في الأصل، و المعنى أن الفرق كان في أذواق العباد و لم يكن في مشرب سنة رسول رب العباد..

المشرب الأصلي واحد و المنهج المحمدي واحد، و أعمدة الرسوخ الربانية في السنة الحبيبية أصليه لا عوج فيها، و سالمة لا عيب فيها، و واضحة لا غبار عليها، من رآها فقد رآها، و من لم يدركها فيعوزه نور في البصيرة لا في البصر و سلامة في الطوية لا في النظر..

و لكي لا يطول الكلام فأرجع إلى حرف القرآن على نور خير الأنام عليه أفضل الصلوات و أزكى السلام في كلمة (ٱلصَّلَوٰةَ)..

* الألف لها من الأنوار المحمدية امتثال أمر الله..

فحقيقة امتثال الأمر بين العبد و مولاه لا يكفيه الاعتقاد وحده، و لكن من شروط صحته الصلاة قال تعالى: (إِنَّنِيٓ أَنَا ٱللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّآ أَنَا۠ فَٱعۡبُدۡنِي وَأَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ لِذِكۡرِيٓ ١٤) و كذلك يظهر الأمر صريحا في الفصل بين الممتثلين لأمر الله يعني المؤمنين، و غيرهم يعني المشركين في قوله تعالى: (فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَوُاْ ٱلزَّكَوٰةَ فَإِخۡوَٰنُكُمۡ فِي ٱلدِّينِۗ).. و لذلك قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: بين الرجل و الكفر ترك الصلاة، يعني لمن تركها غير معترف بمشروعيتها..

فالامتثال في إتيان الأوامر و اجتناب النواهي يعتبر امتثال لأمر الله عز و جل.. فيكون هذا الركن نور أساسي و مشروط للوصول إلى سر الصلاة و حقيقة الصلاة و أداء واجب الصلاة كما أمر الله و رسوله..

* و اللام لها العلم الكامل..

و المعنى أن هذا الركن الأساسي من عبادة الله تعالى يلزمه الأخذ بمفاتح العلم و المعرفة بالتدقيق في شروطها و أركانها و مبطلاتها.. فهي مجموعة أفعال و أقوال قبل الصلاة كما هي في الصلاة.. لا يجب تأخير شيء عن مكانه و لا تقديم آخر عن موضعه و لا الاجتهاد في الزيادة أو النقصان..

و لو أنها جاءت محققة في كتاب الله كما سلف ذكره لكنها شرعت و بينت من الوضوء إلى الغسل إلى التيمم و الاستقبال القبلة والتحري في أوقات الليل و النهار و مراعاة أوجعه الفرق بين الصلواة إلى عدد الركعات و كيفيتها و عدد السجدات و التسبيح فيها و عدد التسليمات و ما يقال فيها...

فلا يمكن لمحب في الصلاة أن يصلي على حسب هواه.. إذن من أنوار شروطها في الأداء العلم و التعلم بكل ما يمكّن من إتمامها و كذلك يخل بأدائها.. و لذلك قال صلى الله عليه و سلم: (صلوا كما رأيتموني أصلي)..

* الصاد لها كمال العقل..

و من تمام الوصول إلى روح الصلاة يجب احترام هذا النور النبوي الذي هو العقل الكامل كما قال تعالى في النساء: (لَا تَقۡرَبُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَأَنتُمۡ سُكَٰرَىٰ حَتَّىٰ تَعۡلَمُواْ مَا تَقُولُونَ).. و هذا هو التعليل، فكما أن الصلاة مرفوعة عن الصغير حتى يحتلم و يعقل و يعلم أهمية ما يقول، كذلك عند المجنون و كذلك عند من أدخل شيئا في بدنه حال بينه و بين تمام عقله،..روى صحابي قال: كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يحدثنا و أحيانا يمازحنا حتى يحصل لنا منه بسط، فإذا جاء وقت الصلاة عقد همته و شمر و كأنه لا يعرفنا، فالذي يقف المصلي بين يديه هو الحق سبحانه عز و جل، فيجب أن يكون في تمام قواه العقلية، و لذلك كانت مشروعية الوضوء و الاستعداد بالأدعية و القول مع الأذان و الرد عليه و ما ذلك إلا للاستعداد للوقوف بين يدي الله سبحانه..

* و اللام لها العلم الكامل..

فاللام الأولى هي ورد من العليم ليرد عليه المصلي، يعني هبة العلم بالصلاة ليصل المصلي إلى مناهل القرب بالصلاة، أما اللام الثانية فتدل على العلم الذي يهبه العليم للمصلي في صلاته للوصول إلى حقيقة الصلاة، فمنها ما يكون وردا و منها ما يكون واردا..

فالذنوب مثلا و المعاصي تحول بين المصلي و روح الرسوخ فيها، فيجب ترك الذنوب و المعاصي بجميع أنواعها و مجمل صفاتها و هذا ورد من المصلي، و الصلاة تعين على محوها و تكفيرها و هذا وارد على المصلي.. يقول الحق سبحانه في هود: (وَأَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ طَرَفَيِ ٱلنَّهَارِ وَزُلَفٗا مِّنَ ٱلَّيۡلِۚ إِنَّ ٱلۡحَسَنَٰتِ يُذۡهِبۡنَ ٱلسَّئَِّاتِۚ ذَٰلِكَ ذِكۡرَىٰ
لِلذَّٰكِرِينَ ١١٤
) و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: " أرأيتم لو أن نهرا بباب أحدكم، يغتسل فيه كل يوم خمسا ما تقول يبقى من درنه، قالوا لا يبقى من درنه شيئا، قال فذلك مثل الصلاة الخمس يمحو الله به الخطايا "..

ذكرت باب الذنوب و الخطايا لأنها معوقات العلم الحقيقي وقواطع المعرفة الرباني، روى الإمام أحمد أنه شكا سوء حفظه لشيخه في صغره و كان شيخه يسمى وكيع، و لما رسخت قدم سيدي أحمد بن حنبل قال:

شكوت إلى وكيع سوء حفظي فأرشدني إلى ترك المعاصي

و قال لي إن علم الله نــــــــــــــــــــــــــــــــــــور و نور الله لا يهدى لعاصـــي

و من أنوار العلم بالصلاة و في الصلاة، أن على المصلي اجتناب الفواحش و المنكرات، فإن هو رسخ في الصلاة فإن الفواحش و المنكرات تفر منه فرار الباطل من الحق، قال تعالى:(وَأَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَۖ إِنَّ ٱلصَّلَوٰةَ تَنۡهَىٰ عَنِ ٱلۡفَحۡشَآءِ
وَٱلۡمُنكَرِۗ وَلَذِكۡرُ ٱللَّهِ أَكۡبَرُۗ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ مَا تَصۡنَعُونَ ٤٥
)..

* الواو لها الموت في الحياة..

و الناظر بالعين العادية يجد أن الألف هو الذي يجب الحمل به على اللام و لا مبرر لوجود الواو، و لكن من تفحص كلمة (الصلوة) بنور الحرف القرآني يجد أن ألف الامتثال ثابت في الحس و لكنه في المعنى مثبت بواو الموت في الحياة..

السر في ذلك أن الصلاة لها ظاهر و باطن، فالجانب الظاهري يجب تنفيذ الأمر فيه فيما ظهر، و ذلك الإيمان بالله ربا و بالإسلام دينا و بسيدنا محمد نبيا و رسول، و تنفيذ أركان الإسلام التي جاءت الصلاة ركنها الثاني، و ذلك العلم بشروطها و أوقاتها و أركانها و مبطلاتها كما ورد في نور العلم من اللام، و أما الامتثال الذي أتى في الألف الثانية بعد اللام الثانية فهي كذلك لامتثال الأمر، و لكنها جاءت بدلها الواو، فالمعنى أن التنفيذ لأوامر الله هنا موقوف على الموت في الحياة، و به وحده يكون الوصول إلى حقيقة الصلاة و نور الصلاة و روح الصلاة..

و المقصود بالموت في الحياة هو الفناء عن الحظوظ بالنفس و الشبهات و الشهوات حتى لا يقع للعبد انجراف و انحراف باطني ينعكس على الظاهر ويحصل منه انكباب على الدنيا الفانية والحياة لها ..

و مما يعين على فهم هذا النور المحمدي الذي هو امتثال الأمر بالموت في الحياة، و هذه في الواقع خصوصيات لا تكون إلا للأنبياء و المرسلين و من ورثهم من الأولياء و الصالحين و العلماء العاملين، ذلك أن امتثال أمر الله كما جرت به العادة عند العموم أنه كان دائما فيما يدركه العقل رغم شروده و شذوذه، فالسرقة حرام و كل من له عقل يفكر يدرك مدى ضررها على الأشخاص، و كذلك الزنا ، فبما أنك لا تقبل من يسرقك أو يزني في محارمك أو يكذب عليك أو يخونك أو يبهتك.. فأنت كذلك مشروط عليك امتثال أمر الله في ترك السرقة و الزنا و الخمر و الكذب و الزور و ما إلى ذلك، فامتثال الأمر هنا واضح للعيان و يدل عليه الألف حيث كان، و هو من حروف القبض، فعلى المومن أن يكون فيه قبض جامد في امتثال أمر الله في ما يراه هو كذلك، و هذا يسمى امتثال الأمر بالنسبة لأهل العادة أو للعموم من المسلمين و المؤمنين..

و يوجد امتثال الأمر من نوع أرقى و هو امتثال أهل الاختصاص من المحسنين و يكون فيه امتثال لأمر الله في ما لا تدركه العقول العادية، و ذلك كالأمر عند سيدنا إبراهيم في ترك الولد و أمه في أرض غير ذي زرع ثم بعد ذلك ذبحُ الولد و هذا كما ورد قوله تعالى:(رَّبَّنَآ إِنِّيٓ أَسۡكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيۡرِ ذِي زَرۡعٍ عِندَ بَيۡتِكَ ٱلۡمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ فَٱجۡعَلۡ أَفِۡٔدَةٗ مِّنَ ٱلنَّاسِ تَهۡوِيٓ إِلَيۡهِمۡ وَٱرۡزُقۡهُم مِّنَ ٱلثَّمَرَٰتِ لَعَلَّهُمۡ يَشۡكُرُونَ).. و في قوله تعالى: (فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ ٱلسَّعۡيَ قَالَ يَٰبُنَيَّ إِنِّيٓ أَرَىٰ فِي ٱلۡمَنَامِ أَنِّيٓ أَذۡبَحُكَ فَٱنظُرۡ مَاذَا تَرَىٰۚ قَالَ يَٰٓأَبَتِ ٱفۡعَلۡ مَا تُؤۡمَرُۖ سَتَجِدُنِيٓ إِن شَآءَ ٱللَّهُ مِنَ ٱلصَّٰبِرِينَ ١٠٢)...

فكان ملزوم قتل النفس عن رغباتها في امتثال هذا الأمر لذا كان ملزوم استبدال الألف بالواو و كان الحمل بالألف مع ثبوت الواو، يعني أن ثبوت هذا الامتثال يجب أن يكون بالتسليم المطلق و لا حق فيه لوجود أي حاسة من الحواس و هذا هو سر هذا النور.. فكان من تمام نور الصلاة و العلم بأسرارها الموت في الحياة يعني قتل الحواس كلها بالحق في الحق حتى تحيى بالحق و في الحق..

فمن ركز على النور المحمدي وصل فعلا إلى حقيقة الصلاة، و في ذلك قال أحد الراسخين: اخرج من أوصاف بشريتك عن كل وصف مناقض لعبوديتك، لتكون لنداء الحق مجيبا، و من حضرته قريبا.

و السر في ذلك أن الامتثال الأول يكون بظاهر الجوارح.. أما الثاني فلا يكون إلا بالقلب و هو قلب الجوارح الباطنة، فالقلب هو الذي له السر في الإقبال و الإدبار، و لا سلطة للعبد عليه بقدر ما توجد سلطة العبد على إزالة نجاسة قبل الوضوء أو ترتيب الفرائض فيه، و كذلك في قراءة القليل أو الكثير من القرآن بعد قراءة الفاتحة..

فلكي يمتثل القلب يجب أن يرفع فوق الرعونات البشرية و الكدورات المعنوية و المعوقات الشهوانية و الشهوات الشيطانية.. و لذلك قال أحد الراسخين: كيف يشرق قلب صور الأكوان منطبعة في مرآته، أم كيف يرحل إلى الله و هو مكبل بشهواته، أم كيف يطمع أن يدخل حضرة الله و لم يتطهر من جنابة غفلاته، أم كيف يرجو أن يفهم دقائق الأسرار و هو لم يتب من هفواته....

* و التاء لها النفرة عن الضد..

و هذا هو الشرط السادس من الأنوار المحمدية في مشروعية الرسوخ في الصلاة و الوصول إلى حقيقة إقامة الصلاة..

كل ما يقرب إلى الحق فهو حق و كل ما يدل على الحق فهو حق، و كل ما ينسي في الحق أو يسهي عن الحق فهو ضد الحق، و كل ما يدل على الضلال فهو عدو الحق..

و من المعلوم أن لا ينفر عن الضد إلا الذي عرف الحق و الصواب، فالصدق ضد الكذب و الخيانة ضد الأمانة و التواضع ضد الكبر و الكرم ضد البخل و هكذا، فمن عرف الحق نفر إليه، و من عرف الضد و النقيض نفر منه، و كل نفرة إلى الحق فهي نفرة من الباطل، و كل نفرة عن الضد و النقيض فهي نفرة إلى القوي الشديد العزيز الرشيد، فمن أقبل عليه نفر من غيره، و من أقبل على غيره لا يمكن بحال من الأحوال أن يقبل عليه أو يحس به، فروح الصلاة هي التوجه بالقلب كما سبق ، و القلب له السر في الإقبال و الإدبار، فلا يمكن أن يُرى و يُرى معه غيره، و لا يمكن أن تقبل عليه و على غيره معه...

و هذه الأنوار السبعة التي تقوم بها روح الصلاة و يصل العبد بها إلى حقيقة المناجاة، و هذا هو السر في استبدال الألف بالواو في الصلاة، ليس كما قال بعد المتفلسفين و المتفيقهين، أن الصحابة هم الذين كتبوا القرآن و رسول الله لا يعرف القراءة، و لم تكن لهم خبرة، فالمهم هو المعنى و ليس الشكل، فكيف يصل إلى حقيقة المعنى من فقد روح المعنى، و كيف يصل إلى الصواب من لا صواب له..

0 Commentaire(s)

Poster un commentaire