بقي لنا نقطة يجب توضيحها:

و هي علاقة الإمام بأنوار سيد الأنام من جهة و التي هي أنوار التلقي، أو أنوار المدد، و علاقته بباقي الأنام من جهة أخرى و التي تسمى أنوار الإلقاء أو أنوار الإمداد، و كما سلف ذكره وهو معلوم عند أهل الاختصاص أن الأنوار الربانية لها وجهتين، وجهة يتلقاها رسول رب العالمين من لدن رحمن رحيم و هي وجهة لا تفتر أبدا و لا تنقطع سرمدا، و لا يطيق ذلك إلا من شد الله على قلبه بقوة و قواه بعلم و علمه بحكمه و هو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم و شرف و عظم، و الوجهة الأخرى هي التي يلقي بها الرسول الكريم إلى العلماء العاملين حسب ما تطيقه ذواتهم في اتباع نهجه و محجته و سنته..

و أنوار التلقي و الإلقاء هي السند المتصل به صلى الله عليه وسلم في كل زمان و مكان مرورا من نقطة الوجود إلى كل موجود، يعني منه صلى الله عليه وسلم إلى القطب المتصرف في الغوثية إلى الأقطاب السبعة إلى الأوتاد من أهل العمل بالعلم ثم بعد ذلك إلى ما شاء الله من أهل العادة.. و من جهة أخرى إلى أهل التصرف من البدلاء و النجباء و النقباء، و هذه سلسلة نورانية عرفها من عرفها و جهلها من جهلها و لا يجوز القول أكثر من ذلك و لنرجع إلى ما نحن بصدده في ربط أنوار التلقي و الإلقاء و هي كما يلي في الصورة و أفضل أن تكون بدون تعليق:

0 Commentaire(s)

Poster un commentaire