ماذا يجب فعله بالضبط حتى ينضبط هذا الجهاز الجبيني (الناصية)

حتى لا يكون سبب تدمير صاحبه دنيا و أخرى..؟؟

ما يبادر إلى الأذهان هو الرجوع إلى الله عز و جل، و إلى سنة رسوله صلى الله عليه وسلم.. و لكن السؤال الآخر يفرض نفسه وهو: متى كانت تعاليم الحق عامة و غير مدققة، و هل يكون لعلم المادة من المقاييس في الاستدلال ما ليس لعلوم الدين؟؟.. و هل يكون لعلماء المادة من الضوابط ما ليس لرسول رب العالمين.. ؟؟؟ ..

إن ما ترسخ في عقيدتنا و ندين الله به هو أن الله ما فرط في الكتاب من شيء، و أن رسوله صلى الله عليه وسلم ما نطق عن الهوى، و أن كل نحتاجه من ضوابط للعلوم و استدلالات للعلماء هو موجود في كتاب الله و مبين في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلننظر ما نحن بصدده في علاج نظام بيتا الكهرومغناطيسي الذي تفرزه المنطقة الجبينية من الرأس، و هو كامن في معنى كلمة ( ناصية).. قال تعالى: (نَاصِيَةٖ كَٰذِبَةٍ خَاطِئَةٖ).. و هذه أنوارها..

و من هنا يتضح لنا أن أمر الناصية هذا في أخذ القرار هو بمثابة القلب الباطن في الإقبال و الإدبار، و لذلك كان الحبيب الطبيب صلى الله عليه و سلم يشرع لنا في دعائه في قوله: ( اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ وَابْنُ أَمَتِكَ نَاصِيَتِي بِيَدِكَ ) وقوله صلى الله عليه وسلم :( أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ كُلِّ شَيْءٍ أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهِ) و هذا تبيين رباني لما جاء في قول الحق تبارك شأنه و جل سلطانه: (مَّا مِن دَآبَّةٍ إِلَّا هُوَ ءَاخِذُۢ بِنَاصِيَتِهَآۚ)

فحكمة العليم الحكيم اقتضت سلوكا فطريا، و هو الذي سماه الجليل في قوله تعالى: (لَقَدۡ خَلَقۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ فِيٓ أَحۡسَنِ تَقۡوِيمٖ ٤ ثُمَّ رَدَدۡنَٰهُ أَسۡفَلَ سَٰفِلِينَ ٥) فمن فطرة الأحسن تقويم أنوار ( ناصية) يعني الأنوار الخمسة في هذه الكلمة الربانية كما هي موجودة في الصورة أعلاه، و نحاول تحليلها و لو بعجالة..

قال تعالى في هذه الآية الجليلة: (نَاصِيَةٖ كَٰذِبَةٍ خَاطِئَةٖ)..

فلسان الحق صنف جميع ما يمكن أن يسمى أمراضا نفسية و عقدا أو كبتا.. من شهوات حيوانية كالانهماك في الأكل و الشرب و الملبس و المسكن و المنكح.. و شيطانية كالحسد و البغض و الكبر و الفضاضة و القسوة... صنفهم الحق إلى صنفين لا ثالث لهما: الكذب و الخطيئة..

فالكذب هو مجانبة الحق في القول و الفعل، و هو الزور بعينه قوله و فعله.. قال تعالى: (وَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّنِ ٱفۡتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِبًا أَوۡ كَذَّبَ بَِٔايَٰتِهِۦٓۚ إِنَّهُۥ لَا يُفۡلِحُ ٱلظَّٰلِمُونَ ٢١).. و الكذب دركات و ظلمات بعضها فوق بعض أقصاها موصل إلى الكفر و العياذ بالله كما سبق في الآية و أقلها شهوده أو السكوت عنه و ذلك دليل قوله تعالى: (وَٱلَّذِينَ لَا يَشۡهَدُونَ ٱلزُّورَ وَإِذَا مَرُّواْ بِٱللَّغۡوِ مَرُّواْ كِرَامٗا ٧٢) و سنرجع إلى نور الصدق و نقيضه في باب الحروف و أنوارها بحول الله تعالى..

و الثاني هو فعل الخطيئة، و هناك فرق بين المخطئ و الخاطئ، لأن المخطئ هو الذي وقع في الخطأ سهوا أو عبثا.. قال تعالى: (رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذۡنَآ إِن نَّسِينَآ أَوۡ أَخۡطَأۡنَاۚ)، أما الخاطئ فهو مرتكب الخطيئة و هو متأكد تمام التأكد أنها غير الصواب وأكبر منه الخطاء و هذا ما نحن بصدده في الآية الكريمة..

0 Commentaire(s)

Poster un commentaire