و إذا أردنا إعادة ترتيب أهمية هذه الظروف الموجية الدماغية نسطر من خلالها ما يلي:

إن الجسد لا يكون محتاج خلال نومه إلا إلى دورات من إلى 4 هرتز (Hz)، و هي فترة يموت فيها الجسد عن نيران الطلب و الحظوظ و شواظ التدبير و الاختيار، و إن كان في ذلك فترات أحلام مروعة أو مشوقة..

و هذه المرحلة يصل إليها كل من فني عن حظوظه ، و ذلك بتسليم الأمر كله لله، ظاهره وباطنه سره وعلانيته، و ذلك سلوك الأنبياء و المرسلين و الأولياء و الصالحين الذين باعوا كل شيء لله و لم يبق لهم ما يناقشوا فيه ولا ما يعملون من أجله، و إن كان منهم عمل كجهاد أو حرث أو تجارة (۞إِنَّ ٱللَّهَ ٱشۡتَرَىٰ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ أَنفُسَهُمۡ وَأَمۡوَٰلَهُم بِأَنَّ لَهُمُ ٱلۡجَنَّةَۚ).. و أهل السلوك يعرفون جيدا مدى أهمية هذا البيع و هذا الوصول، و يسمونه الموت في الحياة، و هو نور الواو من الحرف القرآني، و يعني كذلك الفناء عن الحظوظ أو يسمونه الفناء في الله أو البقاء بالله، و سوف نناقشه في بابه بفضل الله و حسن توفيقه..

أما النظام الثاني الذي يولده المخ من التيارات الكهرومغناطيسية، و هو من 4 إلى 7 هرتز (Hz)، و هو الذي يأتي بعد ترتيب النوم، و هو كما قال المتخصصون، له علاقة بالمزاج، و المقصود منه هو السكون و الاطمئنان..

فمتى كان مزاج الشخص هادئا وساكنا و مطمئنا لا يحتاج جسده إلا من 4 إلى7 دورات في الثانية من الطاقة.. و من أين نأتي بهذا الهدوء و هذا السكون و هذا الاطمئنان؟..

هذا الهدوء و هذه السكينة تسمى الاطمئنان، قال تعالى: ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَتَطۡمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكۡرِ ٱللَّهِۗ أَلَا بِذِكۡرِ ٱللَّهِ تَطۡمَئِنُّ ٱلۡقُلُوبُ ٢٨.. فالاطمئنان محله القلب، والعبد لا سلطة له عليه قال صلى الله عليه وسلم: القلب بين أصبعين من أصبعي الرحمن يقلبه كيف يشاء.. فلا يحصل الاطمئنان إلا بالإيمان التام و الحقيقي، الذي يتأكد صاحبه أنه فعلا لا يعطي إلا الله و لا يمنع إلا الله و لا يرفع إلا الله و لا يخفض إلا الله و لا يغني إلا الله و لا يفقر إلا الله.. و ذلك حتى يبقى فعله التزام بمقام العبودية الحقيقي لا غير حتى يكون موفيا بحقوق الربوبية..

0 Commentaire(s)

Poster un commentaire