معطيــات للبحث:

1) بالنسبة لمصطلح "رفع الإيحاء" عند الشخص أو الفرد أو المريض، هو في الواقع تشخيص يفتقر إلى تدقيق، أو مصلح عام يجب تفريعه وتخصيصه، فإذا كان المفقصود به رفع نسبة استجابة المريض لعناصر الشفاء فتستحب هذه التسمية "استجابة المريض" (ونحن نبحث على أصول في لغة القرآن حتى يمكن تحليلها نورانيا).. فالاستجابة الربانية تكون مقابل الاستجابة الطوعية للعبد وهذا دليله في قوله تعالى: (لِلَّذِينَ ٱسۡتَجَابُواْ لِرَبِّهِمُ ٱلۡحُسۡنَىٰۚ وَٱلَّذِينَ لَمۡ يَسۡتَجِيبُواْ لَهُۥ لَوۡ أَنَّ لَهُم مَّا فِي ٱلۡأَرۡضِ جَمِيعٗا وَمِثۡلَهُۥ مَعَهُۥ لَٱفۡتَدَوۡاْ بِهِۦٓۚ أُوْلَٰٓئِكَ لَهُمۡ سُوٓءُ ٱلۡحِسَابِ وَمَأۡوَىٰهُمۡ جَهَنَّمُۖ وَبِئۡسَ ٱلۡمِهَادُ ١٨) ويجب إحالة كلمتي: ٱسۡتَجَابُواْ.. و لَمۡ يَسۡتَجِيبُواْ .. حتى تعرف الأنوار من ظلماتها، ومعنى أنوار الاستجابة في كلمة: ٱلۡحُسۡنَىٰۚ .. للمستجبين، و المقصود ب" سُوٓءُ ٱلۡحِسَابِ"فهو في الدنيا عاجلا وفي الآخرة آجلا..

أما إن كان المقصود برفع الإيحاء المناعة التامة، فيمكن أن يسمى "الحفظ" قال تعالى: لَهُۥ مُعَقِّبَٰتٞ مِّنۢ بَيۡنِ يَدَيۡهِ وَمِنۡ خَلۡفِهِۦ يَحۡفَظُونَهُۥ مِنۡ أَمۡرِ ٱللَّهِۗ.. (فالمعقبات ملائكة مخصصون في حفظ الإنسان وذلك من كرم الله به، فتلزم شروط لذلك...) و يرقى الحفظ حتى يصل إلى درجة العصمة (وهي المنعة التامة بالله) كما بلغت في حق الرسول الكريم قال تعالى: وَٱللَّهُ يَعۡصِمُكَ مِنَ ٱلنَّاسِۗ... فقد ثبت في أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أكل من الكتف المسمومة وهو يعلم أنها مسمومة و لم يحصل له شيء، و هذا بعبارة طبية يمكن أن نسميه رفع الإيحاء عند الفرد بنسبة 100 % أو بعبارة أرقى حفظ رباني أو عصمة... و هذا تحدي نبوي رفيع في السنة الطاهرة، و سوف نأتي على توضيح ذلك بالتفصيل في وقته و حينه..

2) بالنسبة للطبيب، لا ننسى أن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم مرر بيده الكريمة على المحروقة من الدرجة الثالثة أو الرابعة فتحولت خلايا جلدها من ميتة إلى حية في الحين و اللحظة، و رجعت بشرة يدها كما كانت ببركة سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم.. و كذلك مرور يده الطاهرة على ضرع النعجة العجفاء فتحولت الخلايا في الضرع من ميتة إلى حية بإذن الله، فأفرزت عن لبن طيب طاهر سقي منه صلى الله عليه وسلم و الجماعة الصحابية و بقيت بعد ذلك النعجة عند العجوز تحلب لثلاث أو أربع سنوات أخر..

و لا نريد أن نسمع لأحد يقول ان ذلك من معجزاته و كل ذلك خاص به صلى الله عليه وسلم، بل نقول أنها سنة نبوية طاهرة شريفة كان صلى الله عليه وسلم يشرع للطب و مناهجة القويمة، ونحن اليوم نفتقر إلى هذا المنهج القويم والصراط المستقيم في علوم العليم الحكيم..

صحيح أن هذا المرقى لا يمكن أن يبلغه أحد لأن الحبيب الطبيب صلى الله عليه و سلم هو الذي انشقت منه الأنوار و انفلقت منه الأسرار و فيه ارتقت الحقائق، و لا يمكن أن يدركه منا سابق و لا لاحق، و لكن كل من كان على نهجه القويم و صراط الله المستقيم كان له نصيب من هذه الأنوار و الأسرار على قدر مشربه من السنة الطاهرة المطهرة.. و ذلك ما رأينا و نرى، في التاريخ عند الصحابة أو التابعين أو العلماء العاملين، و حتى يومنا هذا لا تزال الأسرار تتوارد على الأحباب على يد أولي الألباب..

فإذا بحثنا في الأسرار القرآنية على ضوء الأنوار المحمدية فإننا نجد فعلا ما يشد اهتمام المهتمين و ما يفرض على العبد المؤمن أن يجلس بسكون و اطمئنان على مائدة الرحمن بتوجيه رسول الحنان المنان..

فالحق سبحانه جل في علاه ينبهنا أن المرض هو منا و نحن السبب فيه، إذ لا يليق بجلال جمال بهاء نور وجهه الكريم إلا كل عظيم و سليم و كريم، و جاء هذا صريحا في قوله تعالى بشهادة أبينا إبراهيم عليه و على نبينا أفضل الصلوات و أزكى السلام من سورة الشعراء: (إِلَّا رَبَّ ٱلۡعَٰلَمِينَ ٧٧ ٱلَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهۡدِينِ ٧٨ وَٱلَّذِي هُوَ يُطۡعِمُنِي وَيَسۡقِينِ ٧٩ وَإِذَا مَرِضۡتُ فَهُوَ يَشۡفِينِ) ..

و لو بحثنا مليا في هتين الكلمتين لوجدنا من الأنوار ما يعين أهل الاختصاص حقا و هذه الكلمة الأولى: (مَرضْتُ) كما وردت في الآية الشريفة:

0 Commentaire(s)

Poster un commentaire