معلومة في غاية الأهمية:

وردت معلومة ربانية مفاذها ما يلي:

أن التين إذا أخلط بزيت الزيتون فإنه يغذي منطقة عجيبة في الجسد وهي آخر عظمة في العمود الفقري وتسمى عجب الذنب.. وتذكرت موضوع الإعجاز العلمي الذي ثبت في حديث الرسول الكريم حيث قال صلى الله عليه وسلم: كل ابن آدم يأكله التراب إلا عجْبُ الذنَب، منه خلق وفيه يُركّب.. وفي حديث آخر: إن في الإنسان عظما لا تأكله الأرض أبدا، فيه يُركّب يوم القيامة، قالوا وأي عظم هو يا رسول الله؟ قال صلى الله عليه وسلم: عَجْبُ الذّنَب..

وبحث الإعجاز العلمي في الحديث الوارد لا يخفى على أحد، وباختصار فهو عظم لا تفنى خلاياه ولو تعرض للحرق أو الإذابة في أقوى الحوامض أو لمرور القرون والسنين...

المهم: أنه بعض التفكر مليا في الخبر وفي الأحاديث وفي الآية الكريمة، أردت أن أخرج بتركيبة بسيطة ينتفع منها الناس فوجدت ما يلي:

أن جزء من التين (يستحسن أن يكون جافا) أما الغض فله وقت معين صيفي لا يوجد في غيره..

أما ما يقابله من 7 أجزاء من الزيتون، فبما أن زيته له نفس الفعالية ، فتذكرت أن نسبته في الزيتون (أثناء العصر) تتراوح بين 15 و 20 إلى 25 %، فقدرت أن نسبة الزيت تكون أزيد من التين بقليل فاستنجت ما يلي:

توضع كمية من التين المجفف بعد تنظيفها بالماء الساخن وإزالة مجانيها الصلبة في إناء (إن وجد طبيعي يكون أحسن وإلا فزجاجي يقبل النار)، ثم يغمر بزيت الزيتون (هكذا تفوق نسبة الزيت التين) ثم يضاف إليه مقدار الزيت ماء.. ثم يوضع على نار لينة حتى يتبخر الماء غليا ويبقى التين مطبوخ في الزيت..

تنبيه: وجود الماء مع الزيت فهو يمنعه من الاحتراق .. أما لمعرفة متى انتهى الماء من القدر: فليغمس ورق في السائل ويعرض للناس، فإن لم يشتعل فلا يزال الماء موجود، وإن بدأ بالاحتراق مباشرة فهذا دليل على الماء تبخر نهائيا...

يوضع المحتوى في زجاجات نظيفة (بعد ضربها في خلاط، أو تترك كما هي وهو الأفضل) ويؤخذ منها ثلاث ملاعق في اليوم قبل الأكل في الصباح والزوال والمساء... فقد جربتها فوجدتها غاية في الأهمية خصوصا في إزالة السموم المتراكمة من البطن والأمعاء.. ثم بعد ذلك تنقي الكبد والطحال والكلي (فافهم).. وقد وصفتها لكثير من الإخوة فوجدوها كما ذكرت لهم..

أما لمعرفة سياق سورة التين الشريفة فإن لها من الدلالة على التقويم الأحسن الذي خلق الله فيه الإنسان (وقد سبق في الفقرة قبله) وهو سياق الآية الكريمة: وَٱلتِّينِ وَٱلزَّيۡتُونِ ١ وَطُورِ سِينِينَ ٢ وَهَٰذَا ٱلۡبَلَدِ ٱلۡأَمِينِ ٣...

فالحق جل جلاله يبين مكونات الإنسان في الأحسن تقويم، ويبين العناصر المكونة لهذا الإنسان التي يرتكز عليها تقويمه الأحسن على الإطلاق بين الكائنات، وذلك في الآيات الثلاث المذكورة..

الآية الأولى: (وَٱلتِّينِ وَٱلزَّيۡتُونِ ١) فتدل على صحة الجسد وسلامته والمحافظة عليه، والأمر هنا يتعلق بالمكونات التي خلقها الله كترياق لهذا الجسد، وهي هذا البروتين الذي ذكره اليابانيون أو هذه الخلطة التي وجه إليها العالم الأزهري أو هي تغذية عجب الذنب كما سلف ذكره (وهو خبر موثوق) وقد ذكرنا بعض ما علم من مكونات ثمرة التين وخضرة الزيتون وما لهما من النفع الجسدي...

الآية الثانية (وَطُورِ سِينِينَ ٢): قيل الكثير والكل على صواب ولكن الأمر فيه بعض الإعارة، ف"طور": حسب كثير من أهل التفسير هو الجبل و " سينين" هو مبارك، وقيل هو جبل الطور الذي كلم الله فيه موسى عليه السلام مصداقا لقوله تعالى: وَنَٰدَيۡنَٰهُ مِن جَانِبِ ٱلطُّورِ ٱلۡأَيۡمَنِ وَقَرَّبۡنَٰهُ نَجِيّٗا...

باختصار شديد كلمة: طُورِ.. إذا أحيلت على الأنوار ربما تظهر لنا بعض ما التبس علينا وهي كما يلي:

الطاء: لها التمييز..

والواو: له الموت في الحياة ومعناه الفناء في الشيء المطلوب..

والراء: لها حسن التجاوز والمقصود الأحوال..

ومن هنا يتجلى لنا أن المقصود هو العقل الذي يكون به التميير والثبات على المعلومة القيمة والصحيحة ومحاولة تخطي الطوارئ الحياتية حتى لا تؤثر في مهمة الفكر والتعقل والتفكر والتدبر، فالمقصود به الرأس، وهو ما علا من الجسد، وأصله نافع لأنه بفكره وحواسه هو القائد والمقود بالنسبة للإنسان..

أما كلمة: سِينِينَ.. فقيل عنها كلمة نبطية (مقاتل والكلبي)، وقيل عنها كلمة سريانية (مبارك) (وأضنها كذلك) ومعناها كما يلي:

السين المكسورة: وتعني الشيء المؤثر أو الطابع ويكون التأثير منه، ويعتبر لباب الذات من عقل كامل وعفو وحلم...

الياء وهنا ساكنة: وتعني الشيء الذي لا يثبت..

النون المكسورة: وتعني الشيء الذي يدركه المتكلم وهو له..

الياء الثانية وهي كذلك ساكنة: وتعني الشيء الذي لا يثبت..

النون المفتوحة: وتعني الخير الساكن في الذات المشتغل بها..

ومن تأمل الكلمتين: طُورِ سِينِينَ.. لا يجد إلا أن الأمر يدل على العقل وما ينبثق منه من فكر وإدراك وحواس...

أما الآية الثالثة فقوله تعالى: وَهَٰذَا ٱلۡبَلَدِ ٱلۡأَمِينِ ٣.. ولم يخالف أحد في معناها أنها مكة المكرمة، لكن الذي يجب بعض التنوير حوله كلمة: ٱلۡبَلَدِ.. وقد وردت كذلك في دعاء نبي الله إبراهيم عليه السلام من قوله تعالى: رَبِّ ٱجۡعَلۡ هَٰذَا ٱلۡبَلَدَ ءَامِنٗا ... وقوله تعالى في سورة البلد: لَآ أُقۡسِمُ بِهَٰذَا ٱلۡبَلَدِ ١ وَأَنتَ حِلُّۢ بِهَٰذَا ٱلۡبَلَدِ...

فإذا كان لكل فرد بلده التي ينجذب إليها ويجد لها في نفسه حنينا وقربا فإن لبني آدم بلد يمكن أن يسمى أحسن البلدان وأطهرها وأنقاها، وفيها بيت الله الحرام، وهو مركز الأرض بلا منازع، ومركز الطاقات النافعة للإنسان في العقيدة (وإن لم تتوصل الأبحاث إلى اكتشافها علميا إلى الآن)، وهي بقعة لها علاقة بالتوجه العقدي ولذلك جعلها الله قبلة في الصلاة، وقبلة للحج ولو مرة في العمر... فمكة المكرمة شاحن رباني مركزي يحتاج إليه الإنسان ومشروط عليه المحافظة على طهارة هذه البقعة المطهرة قال تعالى: يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِنَّمَا ٱلۡمُشۡرِكُونَ نَجَسٞ فَلَا يَقۡرَبُواْ ٱلۡمَسۡجِدَ ٱلۡحَرَامَ بَعۡدَ عَامِهِمۡ هَٰذَاۚ.. ومعنى نَجَسٞ على الأنوار، هي أن المشركين يحملون ثلاث ظلمات لابد أن تؤثر على المؤمن، وهي:

الفرح بالله للنون، فإن لم يفرح المؤمن بالله أعطى أو منع أو خفظ أو رفع فقد مرق عن منهج الشكر والتقمه كفر النعم..

وللجيم الصبر، فإن نفذ صبر المؤمن وكل إلى نفسه وأغلق أبواب العطاء بغير حساب فخسر ولو بعمله..

والسين: له خفظ جناح الذل، ومن استعلى على إخوانه خسر دنيا وأخرى بأكبر الكبائر وهي الكبر..

فهذه البقعة المباركة لها من الأسرار فيما يتعلق بالعقيدة والإيمان ما لا يتعلق بغيرها، وفيها ولد النبي الكريم وفيها كان بداية نزول الوحي، ورفع قواعد بيت الله الحرام فيها أبونا إبراهيم قال تعالى: وَإِذۡ يَرۡفَعُ إِبۡرَٰهِ‍ۧمُ ٱلۡقَوَاعِدَ مِنَ ٱلۡبَيۡتِ وَإِسۡمَٰعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلۡ مِنَّآۖ إِنَّكَ أَنتَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡعَلِيمُ ١٢٧ رَبَّنَا وَٱجۡعَلۡنَا مُسۡلِمَيۡنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَآ أُمَّةٗ مُّسۡلِمَةٗ لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبۡ عَلَيۡنَآۖ إِنَّكَ أَنتَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ ١٢٨ رَبَّنَا وَٱبۡعَثۡ فِيهِمۡ رَسُولٗا مِّنۡهُمۡ يَتۡلُواْ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡحِكۡمَةَ وَيُزَكِّيهِمۡۖ إِنَّكَ أَنتَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ ١٢٩..

فما نود الدلالة عليه من خلال سورة التين المباركة هو بيان قواعد الأحسن تقويم الذي أكرم الله بها خلقة الإنسان وهي على ثلاث مراكز:

1) طبيعة الإنسان الجسدية وهي موقوفه على التغذية السليمة الطيبة والحلال كما بين كتاب الله ذلك بيانا كافيا شافيا (إلا أنه لم يتوفق الباحثون إلى الآن إلى ربط ما ورد فيه) وقد بدأت البحث فيه في موضوع سميته الطب الإسلامي.. وختم كتاب الله بخلاصة الخلاصة بهذه الثمرة ٱلتِّينِ وهذه الخضرة الطيبة ٱلزَّيۡتُونِ (وقد سبق ذكر ما تيسر من فوئدهما الجمة وضرورتهما لصحة الإنسان)..

2) ذكر كتاب الله العقل البشري وأسلوب تفكيره وتدبيره العقلي ومدى أهميته في سلامة الإنسان الفكرية والتقريرية من أمور دينه ودنياه وذلك في قوله تعالى: وَطُورِ سِينِينَ..

3) وَهَٰذَا ٱلۡبَلَدِ ٱلۡأَمِينِ .. ومدى علاقته بسلامة المعتقد البشري حيث هو قطبيته ومركز توهه...

وأخيرا أود التنبيه إلى شيء أخير هو هذا المثلث الرباني ومدى علاقته بالتاريخ والجغرافيا والفيزياء وكل العلوم التي يرتبط بها الإنسان إيجابا أو سلبا، فيجب التنبه إلى هذا الذكر الذي نبه إليه العزيز الحكيم في كتابه العظيم لعل الله يفتح للأمة أبواب النجاة بالبحث في كتاب ربها وسنة نبيها (وما ذلك على الله بعزيز)...

أما فيما يتعلق بالمعلومة وعلاقتها بتغذية عجب الذنب، فعلى المتخصصين البحث فيما هو جلي كالشمس في واضحة النهار.. أما من كان له تخصص في التغذية فليجتهد مع هذه الوصفة بإضافة ما ينفع لإسراع الشفاء في المواضع المختلفة من الجسد... ولهذه الوصفة سر في إرجاع نظارة المرأة بشكل يبهر، وكذلك الرجل في العناية بصحته وقوامه (وفي ذلك فليتنافس المتنافسون)... اهـ.

و جوهر الكلام هو لو أن جملة من علماء القرآن تخصصوا في ما يمكن أن يرفع الأنوار في العبد من أقوال وأفعال و أحوال، و كذلك في المأكل و المشرب و كل ما يتعلق بالعبد و كذلك عكس ذلك، يعني ما تحصل منه صلابة النفس و عدم طاعتها لامتثال أمر ربها و خالقها و بارئها، لوفرنا على الباحثين أضعاف أضعاف ما يلاقونه من جهد في كل النواحي و المناحي سواء في المادة أو الوقت أو تأخر النفع و الانتفاع..

و على هذا القياس يكون الزيتون.. و كذلك الرمان والتمر والعب والحب المختلف ألوانه والمتشابه وغير المتشابه... و كل ما هو مذكور في كتاب الله تعالى، و كذلك في الأفعال والأقوال و الأحوال، قال تعالى: (مَّا فَرَّطۡنَا فِي ٱلۡكِتَٰبِ مِن شَيۡءٖۚ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمۡ يُحۡشَرُونَ)..

اللهم علم جهلنا و نبه غفلتنا و اجبر كسرنا و بلغنا في ما يرضيك آمالنا، و كن لنا و لا تكن علينا، و اذكرنا إذا نسيناك بأفضل ما تذكرنا به إذا ذكرناك، و صلنا إذا عصيناك بأفضل ما تصلنا به إذا أطعناك إنك أهل التقوى و أهل المغفرة..

اللهم ارحم ضعفنا و تول أمرنا و كن لنا بما أنت أهله و تكلنا إلى ما نحن أهله، إنك أنت الرؤوف الرحيم الجواد الكريم و الحمد لله رب العالمين..

اللهم صل على سيدنا محمد باب سرك المصون و نور سرك المخزون و على آله و صحبه و سلم و الحمد لله رب العالمين..

0 Commentaire(s)

Poster un commentaire